Loader
منذ سنتين

ما علاج الكسل في العبادات والعجز عن الطاعة؟


  • فتاوى
  • 2022-03-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12429) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما علاج الكسل في العبادات والعجز عن الطاعة؟

 الجواب:

الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1] فالإنسان خلقه الله -جل وعلا- لعبادته وقال -جل وعلا- {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[2]، فهذه الأمانة هي أمانة الدين. ويقول الله -جل وعلا-: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}[3]. ويقول الرسول ﷺ: « كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ».

وبناءً على هذه الأدلة وأمثالها من الأدلة من القرآن ومن السنة أن الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وفطره على هذا الدين، وخلقه لعبادته له وحده لا شريك له؛ ولكن هذا الإنسان يعرض له في حياته عوارض، وهذه العوارض تكون مؤثرة على هذه الفطرة ويستجيب لهذه العوارض. وهذه العوارض ترجع إلى أمرين:

أما الأمر الأول: فهو قصور الإنسان في أداء ما أوجب الله -جل وعلا- عليه.

والأمر الثاني: تساهله في ارتكاب ما حرم الله -جل وعلا- عليه.

وهذه المعاصي التي يفعلها في باب الأوامر وكذلك في باب النواهي لا شك أنها مؤثرة على هذه الفطرة التي فطره الله -جل وعلا- عليها، وتكون من الأسباب التي تجعل الإنسان تكون عنده ثقل في أداء العبادات؛ لأن الشيطان يقوى سلطانه على ابن آدم حينما يستجيب ابن آدم للشيطان فإذا استجاب له فإن سلطانه يقوى عليه.

وبناءً على ذلك كله فأنت تحتاج إلى أن ترجع إلى نفسك، وتنظر في موقفك من أداء ما أوجب الله عليك؛ وكذلك موقفك مما نهاك الله -جل وعلا- فإن كنت مقصّراً في باب الواجبات ومرتكباً لشيء من المحرمات فإنك ترجع إلى الله -جل وعلا- وتستغفره وتتوب إليه؛ فإن الله -جل وعلا- يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[4] ويقول -جل وعلا-: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[5]. ومن المعلوم أن التوبة تجُبّ ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وبالله التوفيق.



[1] الآية (56) من سورة الذاريات.

[2] الآية (72) من سورة الأحزاب.

[3] من الآية (30) من سورة الروم.

[4] من الآية (53) من سورة الزمر.

[5] من الآية (38) من سورة الأنفال.