Loader
منذ 3 سنوات

معنى كلمة "التعمق في الدين يجنن"


  • فتاوى
  • 2021-09-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1650) من المرْسِلَتَين: أ.م. ع / هـ.م. ع، من منطقة بحرة. تقولان: نسمع من بعض الناس كلمة (التعمق في الدِّين يُجنّن) ما معنى هذه الكلمة، وما المقصود بها؟

الجواب:

 هذه الكلمة ليست صحيحة من الناحية الشرعية؛ لأن كلمة (التعمق في الدِّين يجنن) يراد بها أن الشخص إذا أوغل فيه وطبّقه على الوجه الشرعي، فإذا كان هذا هو المقصود، فإن هذه الكلمة ليست بصحيحة؛ لأن كثيراً من الناس يرضون بأمورٍ من الدِّين، ويكتفون بها، ويتركون أموراً أخرى.

 فعلى سبيل المثال: يتركون الصلاة مع جماعة ويصلون في بيوتهم، ويقولون: إن الصلاة في جماعة فيها تشديد، وفيها زيادة تعمق، وهكذا في كثيرٍ من الأمور التي يلزم بها المكلف، ويعيش في دائرة الإلزام، يقول: إن هذا في تكلفٌ وفيه تعمق، وعلى هذا الأساس لا تكون تلك الكلمة صحيحة.

وقد يُقْصَد بهذه الكلمة أمر آخر وهو: أن التعمق في الدِّين إلى درجة الإفراط، أو التعمق في الدِّين إلى درجة التفريط، فقد يتعمق الإنسان في أمور ويبتلى بالوسوسة، ويزيد تعمقه كأن يتوضأ ثلاث مرات أو أربع مرات، أو يصلي كم مرة، ويكون هذا فيه شيءٌ من التعمق؛ من أجل أن يعمل هذا الشيء حتى يطمئن قلبه، ويكون هذا من باب التعمق، وهذا في الحقيقة ليس من باب التعمق؛ وإنما هو من باب الوسوسة.

وقد يكون التعمق في هذا من ناحية الإفراط، وهذا يبتلى به كثيرٌ من المتصوفة، يدعون إلى التصوف فقد يزيدون في أمورهم التي يفعلونها والتي يأمرون بها أتباعهم، يزيدون في الأمور المشروعة، ويعتقدون أن هذه الزيادة فيها تحفّظ، وفيها جانب احتياط، فتلخّص من هذا الجواب أن الأمور ثلاثة:

الأمر الأول: إذا قصد بالتعمق هو تطبيق الشريعة على الوجه الأكمل، وأن المكلف يتقيد بها؛ فإن هذا ليس بصحيح، وقول القائل بأن التعمق يُجنن هذا ليس بصحيح.

الأمران الثاني والثالث: وإن قصد بالتعمق الإفراط أو مجال التفريط، فهذه التسمية؛ يعني: كلمة أن التعمق يُجنن، هذا تعمق يُجنن صحيح، ولكنه ليس من الدِّين؛ لأن الدين وسط، وليس فيه إفراط ولا تفريط، فمن سلك طريق الإفراط أو طريق التفريط وذلك من أجل التحقق من الأمور الدينية؛ فهذا قد خرج عن طريق العدل. وبالله التوفيق.