Loader
منذ سنتين

ورد من صلاة النبي ﷺ بغلس وصلاته بالأسفار ومدى مطابقة ذلك لما ورد في صيامه ﷺ


  • الصلاة
  • 2021-12-26
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4800) من المرسل أ. ش من الجزائر، يقول: قرأت صفة صوم النبي ﷺ في أحد الكتب وذكر أن الإمساك يبدأ مع الأذان الثاني وهو مع طلوع الفجر الصادق أي يكون مع ابتداء صلاة الفجر؛ لكن هناك حديث آخر معناه: أن صلاة الفجر تصلى بالغلس، وهناك حديثٌ آخر معناه: أن صلاة الفجر تكون مع الإسفار، فأشكل عليّ الأمر، هل أصليها بالغلس أم بالإسفار؟ وإذا صليتها بالغلس لا تطابق صوم النبي ﷺ ويكون صومي باطلاً، وإذا صليتها بالإسفار ومقدارها ستون آية مع الترتيل، خرجت منها قريباً من طلوع الشمس؟

الجواب:

        أولاً: ما يتعلق ببيان ابتداء الوقت الذي يجب على الصائم أن يمسك فيه عن الأكل والشرب وسائر المفطرات هو طلوع الفجر الصادق وهو الأبيض المعترض.

        وأما الأذان يعني ما يحصل من أذان بعض المؤذنين، فهذا فيه تنبيه على طلوع الفجر؛ لكن قد يكون هذا التنبيه سابقاً لطلوع الفجر، وقد يكون مقارناً لطلوع الفجر، وقد يكون متأخراً عن طلوع الفجر.

        فإذا كان متقدماً على طلوع الفجر وأمسك الشخص على أساسه، أو كان مقارناً لطلوع الفجر وأمسك الشخص على أساسه، فيكون صومه صحيحاً.

        أما إذا كان إمساكه إتباعا للمؤذن الذي أذن بعد طلوع الفجر ووضوحه، فلا يكون الإمساك واقعاً في محله؛ لأنه متأخر عن السبب الذي علق الشارع عليه وجوب الإمساك وهو طلوع الفجر؛ لأن بعض المؤذنين يؤذن بعد طلوع الفجر بربع أو ثلث ساعة فهذا لا ينبغي الالتفات إليه.

        ثانياً: وأما ما يتعلق بصلاة الفجر طلوع الفجر، فإن الله تعالى بيّن ميقات الفجر وبيّن ذلك جبريل للرسول ﷺ وصلى، فإن جبريل u نزل وصلى بالرسول ﷺ الفجر في أول وقته يعني من طلوع الفجر، والظهر من أول وقته حينما زالت الشمس، والعصر في وقته حينما كان ظل كل شيءٍ مثله مع فيء الزوال، والمغرب في وقته حينما غربت الشمس، والعشاء في أول وقته حينما غاب الشفق، ثم نزل في اليوم الثاني وصلى به الفجر قبل طلوع الشمس في آخر وقتها، وصلى به الظهر في آخر وقتها يعني قبل دخول وقت العصر، وصلى به العصر في آخر وقتها حينما كان ظل كل شيءٍ مثليه مع فيء الزوال، وصلى به المغرب في آخر وقتها، وصلى به العشاء في آخر وقتها، وقال له: « الوقت ما بين هذين الوقتين »

        فأنت إذا أردت أن تصلي الفجر فإنك تصلي الفجر بعد طلوع الفجر، ولا يكون فيه تلازمٌ بين الوقت الذي تمسك فيه الصيام وبين الوقت الذي تؤدي فيه الصلاة. وبالله التوفيق.