متى يجب على الفتاة لبس الحجاب؟
- اللباس والزينة
- 2021-09-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1757) من المرسلة م. م. ع. ح قرية الهزة -محافظة لحج، تقول: من سِّنِّ كم يجب على الفتاة ارتداء الحجاب؟
الجواب:
جاءت الأدلة الشرعية مبينة للحدّ الذي يكون فيه الشخص مكلفاً؛ سواءٌ كان ذكراً، أو كان أنثى، فبالنسبة للأنثى إذا حصل الحيض أو الاحتلام، أو حصل نبات شعرٍ خشنٍ في القبل، أو بلغت خمس عشرة سنة؛ وأما الذكر فإذا بلغ خمس عشرة سنة، أو احتلم، أو نبت شعرٌ خشنٌ في قبله؛ فبهذا يبلغ حدّ التكليف، ويكون مخاطباً بالأدلة الدّالة على تكليفه فيما يخصه من الأوامر والنواهي، ويترتب عليه ما يترتّب على المكلفين من آثار الأحكام في الدنيا والآخرة.
وأما ما نصت عليه السائلة من ارتداء الحجاب، فمما تقدم يتبيّن أنها ترتدي الحجاب إذا حصلت علامة من علامات البلوغ.
ولكن فيه ظاهرة سيئة، وهي أن هناك أشخاصاً يدعون إلى السفور، ويدّعون أنه ليس هناك سنٌ معين للمرأة تتحجب فيه، ويجعلون الأدلة التي جاءت دالة على ذلك لا تتناول ما يتعلق بالحجاب؛ ولكن من المعلوم أن هذه المسألة جاء تقريرها في القرآن، وفي سنة الرسول ﷺ ، وعمل بها الصحابة وطبقّوها بالنظر إلى نسائهم؛ وكذلك التابعون وأتباع التابعين؛ فهذه هي القرون المفضلة التي شهدها الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، وبهذا يتبيّن أنه لا يجوز الالتفات إلى الأشخاص الذين يدعون إلى السفور.
ومن المعلوم أن السفور من أعظم الدواعي التي تدعو إلى وقوع الفتنة بين المرأة السافرة وبين من يريدها من شياطين الإنس عند التمكن من ذلك في الظروف المناسبة، وإذا وسعنا النظر في هذا المجال وجدنا أن الشارع قد سدّ جميع الأبواب التي يمكن أن يُنفذ منها أو من واحدٍ منها إلى الوقوع في الفاحشة مع المرأة؛ فحرّم سفرها بدون محرم، وحرّم الخلوة بها، وحرّم مصافحتها، وحرّم النظر إليها؛ والمقصود بالنظر -هنا- هو النظر المقصود، ولهذا الله -جلّ وعلا- قال:"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ"[1] ولم يقل: يغضوا أبصارهم، وقال:"وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ"[2]، ولا قال: من فروجهم؛ فحفظ الفرج واجبٌ وغض البصر حسب الإمكان.
فعلى هؤلاء الأشخاص الذين يدعون إلى السفور، ويضيفونه إلى الشريعة، أن يتقوا الله -جلّ وعلا- في أنفسهم، وفيما أعطاهم الله من العلم أن يتقوا الله -جلّ وعلا- في ذلك، وألا يبينوا للناس إلا ما يقتضيه الشرع. وبالله التوفيق.