توجيه وإرشاد من يعاني من كثرة التفكير في أثناء الصلاة
- الصلاة
- 2021-09-20
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1638) من المرسلة السابقة، تقول: أشكو من كثرة التفكير أثناء تأديتي للصلاة وأطلب منكم التوجيه.
الجواب:
لا بدّ من معرفة السبب الذي تنتج عنه كثرة التفكير، فقد يكون عندها مضايقات من ناحية البيت؛ كمضايقة من أبيها، أو أمها، أو ما إلى ذلك؛ أو يكون عندها مضايقة من العمل الذي تعمله، إذا كانت طالبة تكون مضايقة لها من مدرسة، أو من مديرة، أو من مفتشة، أو ما إلى ذلك؛ وكذلك إذا كانت تعمل تكون عليها مضايقة من الناحية العملية، وقد يكون كثرة التفكير راجعة إلى أن هذه المرأة قد أطلقت الزمام لنفسها من ناحية الاستماع إلى الأمور المحرمة، وقضاء الوقت فيما يعود عليها بالضرر، وحينئذٍ يكون إيمانها ضعيفاً ويتسلط عليها الشيطان بوجود ضعف الإيمان عندها، فتحصل عندها بلبلة فكرية؛ بسبب المشاكل كما سبق، أو بسبب ضعف إيمانها كنتيجة من نتائج سوء سلوكها في نفسها، وعدم تنبهها إلى التفرقة بين ما ينفعها وبين ما يضرها.
وعلى هذا الأساس إذا بحث كلّ شخص يحصل عنده كثرة تفكير في صلاته عن السبب فعليه بمعالجة السبب، وإذا زال السبب زال التفكير، كونه يبحث عن السبب لا يمنع هذا من مجاهدته لنفسه في أثناء صلاته؛ من جهة أنه يؤدي ما كان ركناً، وما كان واجباً، ويتدبر ما يقرؤوه من الآيات، وما يطلبه من الدعاء في الركوع والسجود، وبين السجدتين، والتشهد الأول، والتشهد الثاني؛ ويستحضر عظمة الله -جل وعلا- إذا كان واقفاً بين يديه، ويستحضر عظمته في ركوعه وفي سجوده؛ يعني: يُشغل نفسه بالله -جلّ وعلا- وبذكره، وهذا من العوامل التي تساعده على الاشتغال بالصلاة فيما ينفعه، ولا يلتفت إلى ما يحصل عنده من الوساوس؛ بل عليه أن يرفضها رفضاً تاماً، لأن الشيطان لا ينتهي مع ابن آدم إلا بعدما يبطل عمله، فإذا لم يتمكّن من إبطال عمله؛ فإنه يقلل منه؛ لأن الشيطان له مداخل على بني آدم، ومداخله على درجات، منها:
دخوله معه في الشرك الأكبر والكفر الأكبر، والنفاق الأكبر؛ فإذا عجز عن ذلك دخل معه مدخل ارتكاب الكبائر؛ كالزنا، واللواط، وشرب الخمر، وما إلى ذلك؛ فإذا عجز عنه في باب النواهي، دخل معه في باب المكروهات من ناحية أنه يفعلها يستمر عليها، ويدخل معه في باب المأمورات؛ يعني: -مثلاً- يترك الصلاة، وإذا عجز عنه من ناحية الترك يحمله على تأخيرها عن وقتها، وإذا عجز عنه حمله على أدائها في البيت، وإذا عجز عنه حمله على التقصير في الصلاة إذا جاء للمسجد من ناحية تخفيف الركوع؛ يعني: إنه يخلّ بأركانها، وإذا عجز عنه في باب الأوامر الواجبة ينتقل معه في باب المندوبات، فيحمله على تركها، وإذا عجز عنه دخل معه في باب المباحات، فيحمله على الإغراق في فعل المباحات؛ حتى يتسبب بارتكاب شيءٍ من المحرمات، أو تفويت شيءٍ من الواجبات، ومن ذلك -ما سألت عنه السائلة- فإن الشيطان له مدخل مع الإنسان في صلاته على وجوه متعددةٍ؛ ذكرت جملةً من أمثلتها، وفيما سبق كفايةٌ. وبالله التوفيق.