Loader
منذ 3 سنوات

تكلمت عن إحدى الكبائر فقالت: هذا الذنب لا يغفره الله. دون قصدٍ منها، فماذا تفعل مع التوبة والاستغفار


  • فتاوى
  • 2021-08-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7256) من المرسلة السابقة، تقول: في مرةٍ تحدثت مع إحدى زميلاتي عن إحدى الكبائر فقلت بعبارةٍ: هذا الذنب لا يغفره الله. دون قصدٍ مني، وأنا مؤمنة وأعلم أن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك، فماذا أفعل، علماً أنني قد تبت واستغفرت، فهل علي شيءٌ الآن؟

الجواب:

        يقول الله -جل وعلا-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"[1]، ويقول -جل وعلا- مخاطباً نبيه محمداً ﷺ: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ"[2]، فلا يجوز للإنسان أن يقول: هذا ذنبٌ لا يغفر. ولما قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، قال الله: « من ذا الذي يتألى عليّ؟! إني قد غفرت له وأحبطت عملك ».

        وبالنسبة لهذه الجزئية التي وقعت من هذه المرأة، عليها أن تستغفر الله -جل وعلا-، فقد جاء في سؤالها أن الشرك لا يُغفر. وهو صحيح لا يغفر إذا مات الإنسان عليه، أما إذا وقع منه في حياته واستغفر فإن الله سبحانه وتعالى يغفره إذا صدق العبد مع الله -جل وعلا-.

        أما إذا كان شركاً أكبر ومات عليه فإنه يكون خالداً مخلداً في النار، وإذا كان شركاً أصغر فإنه لا يغفر؛ لكن إما أن يدخله الله النار ويطهره، وإما أن يأخذ من حسناته بقدر شركه الأصغر ويدخله الجنة؛ لعموم قوله -جل وعلا-"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ"[3] وهذا عامٌ في الشرك الأصغر والأكبر. وبالله التوفيق.



[1]  من الآية (53) من سورة الزمر.

[2]  من الآية (38) من سورة الأنفال.

[3]  من الآية (48) من سورة النساء.