ما حكم الشرع في الحديث عن بعض الناس دون ذكر الاسم بما يحب أن يسمعه عن نفسه؟
- فتاوى
- 2021-12-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3520) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم الشرع في الحديث عن بعض الناس دون ذكر الاسم بما يحب أن يسمعه عن نفسه؟
الجواب:
ينبغي للشخص أن يربّي نفسه تربية إسلامية، وأن يشغل نفسه بما يعود عليه بالأجر، يعوّد نفسه على تلاوة القرآن، ويعوّد نفسه على كثرة ذكر الله -جل وعلا-، ولهذا لما جاء رجلٌ إلى الرسول ﷺ، قال له: « أوصني! قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله »، والله -تعالى- يقول: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"[1] فيعوّد الإنسان لسانه على تلاوة القرآن، وعلى ذكر الله -جلّ وعلا- والتسبيح، والتهليل، والاستغفار؛ وما إلى ذلك من الأمور التي يعود نفعها عليه.
أما أنه يتكلم في فلان وعلان؛ سواءٌ ذكر أسماءهم أم لم يذكرهم، فقد يكون في الحاضرين من يعرف هذا الشخص الذي حصل فيه الكلام؛ لكن إذا كان الكلام الذي سيتكلم الشخص، فيه مصلحة شرعيه راجحة، أو فيه درء مفسدة راجحة، فحينئذٍ من قواعد الشريعة: أن درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح، وذلك إذا تساوى جانب المصلحة وجانب المفسدة، فدرء المفاسد مقدّمٌ على جلب المصالح، ولا يقال: إن درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح في جميع صور تعارض المصالح والمفاسد، فإنّ تعارض المصالح مع المفاسد، تارةً تكون المصلحة راجحةً فتقدّم، وتارةً تكون المفسدة راجحةً فحينئذٍ يتجنبُ هذا الأمر، وتارةً يتساوى جانب المصلحة وجانب المفسدة في نظر المجتهد، وحينئذٍ يقال: إن درء المفاسدِ مقدّمٌ على جلب المصالح، فيتجنب هذا الأمر درءاً للمفسدة. وبالله التوفيق.