Loader
منذ 3 سنوات

من يحب تعلم العلم الشرعي، فهل يواصل الدراسة بعد أن تركها، أو يقتصر على تعلم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ


  • فتاوى
  • 2021-08-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7032) من المرسلة السابقة تقول: أنا أحب أن أتعلم العلم الشرعي الذي ينفعني، فهل أُواصل الدراسة سنين طوال لأني تركت الدراسة سابقاً، أو أقتصر على تعلم كتاب الله وسنة رسوله ، فانا أحب العلم الشرعي، فبم توجهوني؟

الجواب:

        بعض الأشخاص يكون عنده أمورٌ خيالية؛ بمعنى أنه يتخيل أنه سيتحصل على العلم لكن من غير الطرق المرسومة له، فيكون عنده شهادة ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية، ويريد أن يصل إلى درجةٍ عالية من العلم عن طريق القراءة وهو لا يُحسن مفاتيح العلوم.

        وبيان ذلك أن القرآن هو أصل التشريع، وأن السنة مبينة للقرآن، وأن علم العقائد يعني عقيدة السلف أهل السنة والجماعة، وأن الفقه مأخوذان من الكتاب ومن السنة، ولكن هناك مفاتيح لمعرفة ذلك، فعلم اللغة بحسب معاني المفردات وتصريفها واشتقاقها، وكذلك علم النحو وعلم البلاغة هذا مفتاحٌ مشترك، علم اللغة مفتاحٌ مشتركٌ بين القرآن وبين السنة.

        وكذلك علوم القرآن وعلوم السنة، وفيه ما يختص بالقرآن، وفيه ما يختص بالسنة، وفيه ما هو مشتركٌ بينهما.

        وكذلك علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة، فهذه كلها مفاتيح لفهم القرآن وفهم السنة، وإذا كان الشخص قد تحصّل على شهادة ابتدائية ومتوسطة وثانوية لا يتمكن من قراءة هذه المفاتيح بمفرده.

        وفي هذه البلاد يوجد سلّم دراسي على حسب رغبة الشخص؛ فالابتدائي مشترك، وبعد ذلك إذا أراد الإنسان أن يتجه اتجاهاً شرعياً ففيه سلّم لدراسة العلوم الشرعية ومفاتيحها ابتداءً من المتوسط إلى أن يأخذ رسالة الدكتوراة، وهذا موجودٌ في الجامعات التي تدرس الدراسات الشرعية سواءٌ في كلية الشريعة أو كلية أصول الدين؛ وكذلك المعاهد العلمية، وكذلك مدارس تحفيظ القرآن من ابتدائي ومتوسط وثانوي بنين وبنات، فالجوانب الشرعية لها سلالم موجودة وبإمكان الشخص أن ينتظم فيها إلى النهاية.

        وكذلك العلوم الأخرى كعلم الطب والهندسة وما إلى ذلك. فهذه السائلة تقول: إنها درست في الأول ثم تركت الدراسة، والذي أنصحها به أنها تعيد النظر في وضعها وتنتظم من حيث وقفت؛ ولكن يكون انتظامها في سلم دراسة للعلوم الشرعية. وبالإمكان أنها تدرس دراساتٍ إضافية في العطلة؛ لكن لا بد من وجود الانتظام في السلم، وذلك أن هذا سلم العلوم موضوعةٌ فيه على مراحل، وكل مرحلةٍ يدرسها الشخص تكون جديدة بالنسبة لما درسه سابقاً حتى يصل إلى درجةٍ يستطيع أن يقرأ القرآن ويفهمه، ويقرأ السنة ويفهمها وذلك بالاستعانة بمفاتيح العلوم التي ذكرتها. وبالله التوفيق.