Loader
منذ 3 سنوات

حكم مخالطة المسيحيين والجلوس معهم


  • فتاوى
  • 2021-06-18
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (309) من المرسل السابق، يقول: ما حكم مخالطة المسيحيين والجلوس معهم، وكذلك الشراب إذا كان في مجال الوظيفة، وإذا كان في غير الوظيفة؟

الجواب:

        مما يؤسف له أن المسلم لا يبالي بشخصيته من جهة امتزاجه بمن لا يتفق معه من جهة الخلق ومن جهة الدين، فتجده يغمس نفسه مع الأشرار ومع الأخيار؛ يعني لا يميز بين الصالح والطالح، والرسول ضرب مثلين أحدهما للجليس الصالح، والثاني للجليس السوء، فقال في الجليس الصالح: « مثل الجليس الصالح كبائع المسك إما أن يبيعك وإما أن يحذيك وإما أن تجد منه رائحة طيبة »[1] إذا جلست عند بائع المسك فأنت على مصلحة من مصالح ثلاث، إما أن تشتري من هذا الطيب، وإما أن يهدي لك هدية منه، وإما أن تجد رائحة طيبة، وعلى هذا الأساس أنت على خير من هذه الأمور الثلاثة قد تحصل لك جميعها أو اثنان أو واحد منها.

        وقال في الجليس السوء: « إنه كنافخ الكير إما أن يحرقك وإما أن تجد منه رائحة كريهة، وإما تجد لهبا من النار » فهذه ثلاثة أمور يتطاير شرار من النار، فيقع على ثوبك فيحرقه، وإما لا يتطاير شرار ولكن حرارة النار، تتسلط على بشرة وجهك، وتؤثر فيها، والدخان الذي يتصاعد من الكير تجد منه رائحة كريهة، فهذه ثلاثة أمور في الجليس السوء، وثلاثة أمور في الجليس الصالح، وهذه الأمور لها تأثيرها على الإنسان.

        فالجليس الصالح، يؤثر على الإنسان في سمعه وبصره ولسانه ويده وقلبه وعقله، ويؤثر عليه في ديانته من جهة توجيهه التوجيه الصالح، وإبعاده عن الشر وعن أهله، وتوضيح طريق الخير له.

        وبالعكس جليس السوء، يقربه إلى الشر، ويبعده عن الخير وأهل الخير، ويحسن له أهل الشر ويساعده على أمور الشر، ويخذله عن أمور الخير إذا رأى منه نشاطاً إليها، وعليه فالجليس الصالح يربي جليسه تربية صالحة مستقيمة يجني ثمارها على مر الأيام، وجليس السوء يؤثر على جليسه تأثيراً سيئاً بصرفه عن طريقه السوي.

        وهذا الشخص السائل، يريد أن يجالس نصرانياً يؤاكله ويشاربه ويعاشره، إلى غير ذلك، فإذا كان قصده من ذلك أنه يريد أن يدعوه إلى الإسلام، فهذا عمل حسن، وهذا من الدعوة إلى الإسلام.

        أما إذا كان يريد أن يفعل معه ذلك محبة له ولا يدعوه إلى الإسلام، فهذا لا ينبغي له أن يدخل فيه؛ خشية في أن يجره ذلك الشخص إلى دينه، كما حصل لبعض الأفراد الذين انتقلوا من حالة إلى حالة، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب البيوع، باب العطار وبيع المسك (3/63)، رقم (2101)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء (4/2026)، رقم (2628).