Loader
منذ 3 سنوات

حكم تكرار ترك الصلاة بعد التوبة من ذلك


  • الصلاة
  • 2021-06-26
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (707) من المرسل م.ك. و، من سوريا - دير الزور، يقول: قمت بأداء الصلاة ثم تركتها ثم أديتها ثم تركتها لأكثر من سبعين مرة بهذه الطريقة، وإن أحد الحكماء قال لي: إن الله كتب على قلبك الكفر. ماذا أفعل بعد هذا، وقد زيّن لي الشيطان بعد ما سمعت هذا الكلام أن أفعل الفواحش ونحوها؟

الجواب:

مما يؤسف له أن كثيراً من الأشخاص يتركون الصلاة، وهؤلاء الذين يتركون الصلاة تختلف أعمارهم بعد التكليف من قلة وكثرة، ولا شك أن هذا أمر عظيم ومهم، وقد قال الرسول : « لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة »[1]، وقال « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر »، وقال: « بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ».

        فترك الصلاة لا شك أنه كفر؛ سواء تركها جحداً وعناداً، أو أنه تركها تهاوناً وكسلاً.

والشخص الذي يترك الصلاة ويحكم عليه بالكفر؛ عليه أن يتوب إلى الله توبة صادقة، فيندم على فعله، ويعزم على عدم العودة إلى مثل هذا العمل، ويقلع من تركه للصلاة، وإذا رجع إلى الله وصدق في توبته، فتوفرت فيه هذه الشروط الثلاثة، يكون بذلك قد عاد إلى الإسلام، وإذا عاد إلى الإسلام فالإسلام يجِبّ ما قبله، وعليه أن يستأنف حياة جديدة يرضي بها ربه، فيحافظ على فرائض الله، واتباع أوامر الله، واجتناب نواهيه، ويكثر من نوافل العبادات سواء بدنية أو مالية، ولا ينبغي للشخص أن يحصل عنده يأس؛ لأن الله قال: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[2].

وأجمع المفسرون أن هذه الآية في التائبين، فعلى السائل أن يتوب من جميع ما مضى من ذنوبه، ويرجع إلى ربه رجوعاً صحيحاً، والله أرحم بالعبد من أمه وأبيه ونفسه والناس أجمعين. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه مالك في الموطأ، باب العمل فيمن غلبه جرح أو رعاف(2/53)، رقم(117).

[2] الآية (53) من سورة الزمر.