Loader
منذ سنتين

هل العمرتان تعدل حجة؟


الفتوى رقم (12359) من المرسل السابق، يقول: هل العمرتان تعدل حجة؟ 

الجواب: 

من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- قال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[1]. وإذا نظرنا إلى الحج وجدنا أنه يشتمل على أركان وعلى شروط وعلى واجبات كثير منها لا يوجد في العمرة، فالعمرة لها أركان ولها شروط ولها واجبات، والحج له أركان وله شروط وله واجبات؛ وكذلك فيه سنن بالنسبة للعمرة، وفيه سنن بالنسبة للحج، وعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا- وأن يكثر من الأعمال الصالحة.

وأحب أن أنبه إلى ناحية مهمة جداً بهذه المناسبة، وهي أن الشيطان قد يدخل على الإنسان مدخل الرياء، وقد يدخل عليه مدخل الاغترار.

فالرياء يعمل الأمور من أجل الناس، والاغترار يغتر بأعماله الصالحة؛ كالرجل الذي اغتر بعمله هو وانتقد غيره وقال: والله لا يغفر الله لفلان؛ فهذا نتيجة غرور منه لنفسه؛ بمعنى: إنه مستقيم، وأن هذا الرجل منحرف، وأن الله لا يغفر له. والله -سبحانه وتعالى- قال: « من ذا الذي يتألى عليّ؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك ».

فالشخص لا يغترُ بكثرة ما يعمله من أعمال صالحة هذا من جانب، ولا يحتقر عملاً صالحاً عمله؛ ففيه امرأة كانت بغياً ودخلت الجنة بسبب أنها وجدت كلباً يلهث عند رأس بئر فنزلت وملأت خفها من الماء، وصعدت وسقت الكلب بهذا الماء. والرجل الذي دخل الجنة في ذباب. والرجل الذي دخل النار في ذباب.

أنا غرضي من جميع هذا الكلام هو: أن الشخص يحرص على سلوك طريق الاستقامة، ولا ينظر إلى مقدار ما يكون من الجزاء على هذا العمل، ولا يغتر بما يحصل منه من ترك للأمور المنهية ومن فعل للأمور المأمور بها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (97) من سورة آل عمران.