Loader
منذ سنتين

فعلت الكثير من الذنوب وأحسست بالندم من قلبي، ما توجيهكم لأستمر على التوبة؟


  • فتاوى
  • 2022-02-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11495) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: فعلت الكثير من الذنوب. وفي لحظة أحسست بالندم وأنا الآن نادمة من قلبي، وأتوجه إلى الله أن يغفر لي، فما توجيهيكم لي لأستمر على هذه التوبة؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[1]. ولما ذكر الله جملة من الأمور المحرمة في سورة الفرقان قال بعدها: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}[2].

        والتوبة إن كانت من حقوق الله -جلّ وعلا- فلا بدّ فيها من الإقلاع والندم والعزم على ألاّ يعود إلى هذا الأمر. وإن كانت من حقوق المخلوقين فإنها تزيد شرطاً رابعاً، وهو ردّ حق المخلوق إذا كان يمكن ردّه. وإذا تعذر رده بعينه وأمكن ردّ بدله فإنه يرده. وإذا تعذر ذلك فإنه يدعو له. وإن أمكنه أن يستبيحه فهذا متعين. وإن لم يمكن ذلك فإنه يدعو له ويتصدق عنه لعل الله أن يعفو عنه.

        وكذلك من جهة العرض؛ لأن العرض لا يمكن رده فإنه يستبيح الشخص الذي تكلم في عرضه، فإن لم يمكن بحيث إنه يترتب عليه مفسدة عظيمة، أو مفسدة مساوية للمصلحة، فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. وبإمكانه أن يدعو له وأن يستغفر له ويتصدق عنه. وبالله التوفيق.



[1] الآية (53) من سورة الزمر.

[2] من الآية (70) من سورة الفرقان.