أريد النصيحة في أعمال ووسائل تُبعد القسوة عن قلبي، فقلبي قاسٍ. وأيضًا تجعلني من الذين يخشون الله ويراقبونه في سائر أوقاتهم
- فتاوى
- 2022-03-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12314) من المرسل أ. ع يقول: أنا شاب أريد النصيحة من فضيلتكم في أعمال ووسائل تُبعد القسوة عن قلبي، فأنا قلبي قاسٍ. وأيضاً تجعلني من الذين يخشون الله ويراقبونه في سائر أوقاتهم لكثرة المغريات في وقتنا الحاضر ومِن حولي؟
الجواب:
موسى -عليه السلام- قال: « يا رب، علمني دعاء أدعوك به، قال: يا موسى قل: لا إله إلا الله، قال: يا رب، كل عبادك يقولون لا إله إلا الله، قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ». وجاء رجل إلى الرسول ﷺ فقال: « يا رسول الله، أوصني، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ».
وبناء على ذلك فإن الشخص يُكثر من ذكر الله -جل وعلا-. وقد مرّ الرسول ﷺ على امرأة وكانت قد جمعت حصى وإذا قالت: سبحان الله أخذت حصاة من جهة ووضعتها في جهة أخرى؛ يعني: تعد الحصى، فذهب وقضى حاجته ثم مر عليها وقال: « مازلت على الحال التي كنت عليها؟ » قالت: نعم، قال: « ألا أدلك على خير من ذلك؟ » قالت: بلى يا رسول الله، قال: « قولي: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. والحمد لله عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. ولا إله إلا الله عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. والله أكبر عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ». فيكثر الإنسان من التسبيح والتهليل والتحميد وذكر الله -جل وعلا- هذا من جهة.
وفيه جهة أخرى قد يكون الشخص مقصّراً في باب الواجبات، وقد يكون مرتكباً لشيء من المحرمات؛ لأن رقة القلب تكون بحسب ما يرد إليه من امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وتكون القسوة بحسب ما يرد ما عليه من التساهل في الواجبات، أو التساهل في باب المحرمات من جهة ارتكاب الشخص لها؛ لأن الشخص إذا عصى الله في ترك واجب، أو عصى الله في فعل محرم نُكت في قلبه نكتة سوداء. ومن المعلوم أن من مذهب أهل السنة والجماعة في باب الإيمان أنه يزيد وينقص؛ ولهذا الرسول ﷺ قال: « الإيمان بضعُ وسبعون شعبة فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ».
فعلى الشخص أن يكون طبيب نفسه؛ بمعنى: إنه هو الذي يتفقد نفسه ويحدد الطريق الذي جاء الخلل منه ويعالج هذا الطريق. وبالله التوفيق.