Loader
منذ سنتين

حكم تكرر عقوق الوالدين بعد التوبة


  • فتاوى
  • 2021-12-15
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4041) من المرسل السابق، يقول: هناك ذنب من الكبائر كلما تبت منه رجعت إليه ألا وهو عقوق الوالدين؟ فبم تنصحوني جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        لا شك أن للوالدين حقاً على ولدهم، وحق الأم آكد من حق الأب، ولهذا لما جاء رجل يسأل الرسول ﷺ قائلاً: « من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك »، فكرر الأم ثلاث مرات؛ وذلك من أجل بيان عظم حقها.

        والأدلة الدالة على وجوب رعاية حق الوالدين من القرآن والسنة كثيرة، والسائل معترف أن عمله هذا كبيرة من كبائر الذنوب، ولكن ينبغي أن يبحث عن السبب الذي ينشأ عنه العقوق، فقد يكون لهذا الشخص زوجة، وتكون هذه الزوجة حائلاً بين الرجل وبين والديه، وتصرفه عن والديه من جهة الوقت، وتصرفه من جهة البدن، وتصرفه من جهة المال، وتستغل ماله وبدنه ووقته، حتى لا يبقى عنده فرصة، وتكون هذه الفرصة فاضلة يقضيها مع والديه، فهي مستغرقة لجميع قوته، ولجميع ماله، فحينئذٍ لابد أن يبحث هذا الشخص عن السبب، إذا كان السبب زوجته فإنه يعالج هذا السبب. وإذا كان السبب من جهة قرناء السوء؛ لأنه قد يكون له قرناء يصرفونه عن أهله، ويقضون الوقت معه، ويستفيدون من قوته البدنية، ويستفيدون من ماله، فإذا كان السبب من هذه الجهة فإن عليه أن يعالجه.

        وقد يكون السبب من جهته هو إذا كان مقصراً في فعل الواجبات، أو كان ممن يفعل المحرمات، وتكون هذه الحقوق زيادة في استحقاقه لعقوبة الله - جل وعلا - وسخطه، وغضبه، وعقابه. ويكون هذا من الخزي المعجل في الدنيا، وينتظره العذاب يوم القيامة.

        فواجب على الشخص سواء كان ذكراً أو أنثى، أن يحرص على رعاية والديه في حدود استطاعته، وبخاصة إذا كان كلٌّ منهما بحاجة إليه من جهة الوقت، ومن جهة البدن، ومن جهة المال. وبالله التوفيق.