الفتوى رقم (3885) من المرسل السابق، يقول: بالنسبة للوضوء، ورد في الأحاديث أنه ثلاث مرات لكل عضو، وقد يزيد الإنسان عن الثلاث؛ نظراً لوجود بقعٍ في أحد الأعضاء لم يصل إليها الماء، وقد تصل إلى خمس مرات فأكثر، فهل على الإنسان شيءٌ في هذا؟

الجواب:

        هديُ الرسول ﷺ أنه توضأ مرةً مرة، بمعنى: إنه غسل كل عضوٍ من أعضاء الوضوء مرة واحدة. وتوضأ مرتين مرتين، بمعنى: إنه غسل كل عضوٍ من أعضاء الوضوء على مرتين، وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، بمعنى: إنه غسل كل عضوٍ من أعضاء الوضوء ثلاث مرات.

        وتوضأ مرةً مرة، وأيضاً في هذا الوضوء غسل بعض الأعضاء ثلاثاً، فالرسول -صلوات الله وسلامه عليه- وسع في هذا الأمر، فمن أراد أن يتوضأ مرةً مرة، مرتين مرتين، ثلاثاً ثلاثاً، أو أراد أن يغسل بعض الأعضاء مرة، وبعضها مرتين، وبعضها ثلاث، فالأمر في هذا واسع.

        أما إذا دعت الحاجة لغسل العضو أكثر من ثلاث، فإذا دعت حاجته ككون المحل العضو فيه ما يحتاج إلى إزالة، أو أنه تبين له أن جزءاً من العضو لم يصله الماء في الثالثة، فلا مانع من غسل هذا المكان حتى يزول المحذور، ويكمل الواجب غسلُه من العضو.

        أما الشخص الذي يريد أن يزيد على ثلاث مرات؛ باعتقاده أن هذه المرات الثلاث غير كافية، فهذا يكون قد زاد في الشرع ما ليس منه، فخير الهدي هديُ محمدٍ ﷺ. وبالله التوفيق.