Loader
منذ 3 سنوات

من ترك الصلاة والصوم وارتكب المحرمات ثم تاب من ذلك ما الذي يلزمه بعد التوبة؟


  • الصلاة
  • 2021-08-30
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (962) من المرسل ن.أ.ع من شرورة، يقول: أنا شاب، وعمري سبعة وعشرون سنة، وقبل أن يهديني الله لعبادته كنت قبل سنتين تاركاً لطاعة الله سبحانه وتعالى، أصلي أحياناً، وأحياناً لا أصلي، ولا أصوم رمضان كاملاً، وأرتكب بعض الفواحش، واللهو، والعب، وأحياناً أصلي خوفاً، وأحياناً أصلي بدون وضوء، وسألت نفسي ذات مرة: لماذا أنا أتلبس بهذه الأمور؟ وقلت: بعدما أتزوج أصلي، وتزوجت، ولكن استمريت على ما أنا عليه، وقلت بعدما تزوجت: إذا رزقني الله أطفالاً، ورزقني الله أطفالاً، يقول: إني ما وفيت بوعدي، واستمريت على مكانتي هذي، وفي يوم من الأيام، بفضل الله عزوجل، هداني لطاعته سبحانه، وأنا اليوم نادم على ما فاتني، ماذا أعمل؟ وما الكفارة التي يمكن أن أدفعها؟

الجواب:

 أولاً: يجب عليك أن تشكر الله جل وعلا على ما أنعم به عليك، من نقله لك من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة والإيمان، وفي شكرك له زيادة من الأعمال الصالحة مستقبلاً، قال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ[1].

 ثانياً: هذه الأمور التي ذكرتها هي من الأمور العظيمة المخالفة لنواهي الله جل وعلا، والمخالفة لأوامره سبحانه وتعالى، فيجب عليك أن تتوب إلى الله توبةً نصوحاً، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا[2].

 والتوبة النصوح من حقوق الله، لها ثلاثة شروط:

 الأول: الاعتراف بالذنب.

 والشرط الثاني: الندم على فعله.

 والشرط الثالث: العزم على أن لا يعود إلى مثل ما فعل.

فأما التوبة النصوح من حقوق الخلق فلها هذه الشروط الثلاثة، ويضاف إليها شرط رابع، وهو: أن حق المخلوق إذا كان حقاً مالياً، وأمكنك أن تعيده إليه، فإنك تعيده إليه، وإذا لم يمكنك، فإنك تتصدق به، وتجعل نية التصدق لصاحب هذا المال، فإن وجدته في يومٍ من الأيام تخبره بما فعلت، فإن أمضاه، وإلا فإنك تعيد له حقه، هذا إذا كان حياً، وأما إذا كان ميتاً، فإن الأمر يعود إلى ورثته.

 وإذا كان الحق الذي للمخلوق ليس حقاً مالياً، فإنك تستبيحه ما أمكن ذلك، فإن لم يمكن فإنك تدعو له بما يغلب على ظنك أنه يخلصك منه.

 ثالثاً: لا يقع في نفسك يأس وقنوط من رحمة الله، فتقول في نفسك: أنا أذنبت ذنوباً عظيمة، وقد لا يقبل الله توبتي، فهذا فيه سوء ظنٍ بالله جل وعلا، والله جل وعلا يغفر الذنوب جميعا، كما قال تعالى:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[3]، ويقول تعالى:إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[4]، وأنت ولله الحمد وفقك الله سبحانه وتعالى لطاعته، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (7) من سورة إبراهيم.

[2] من الآية (8) من سورة التحريم.

[3] الآية (53) من  سورة الزمر.

[4] من الآية (48) من سورة النساء.