حكم من يترك صلاة الجماعة ؛ لأنه خباز ويخاف على العجين
- الصلاة
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5855) من المرسلة السابقة، تقول: زوجي خباز ويترك بعض صلوات الجماعة بدعوى أن العجين قد يفسد لطول مدة تركه ولا بدّ من صنع الخبز للناس إذا خرجوا من الصلاة، فما حكم صلاته في المحل؟
الجواب:
يقول الله -جلّ وعلا-: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ"[1]، ومفروضٌ أن هذا الشخص يرتب أعماله ويجعلها تابعة لأمور الصلاة، ولا يجعل الصلاة تابعةً لها، فيرتب أعماله بعدما يؤدي حق الله عليه، وهو حينما يقدم أمور دنياه على أمور دينه قد يكون في ذلك نقص البركة من عمره فيموت سريعاً، وقد تمحق البركة من ماله فيصاب ماله بأي آفةٍ من الآفات، وقد يصاب ببدنه بيده التي تخبز، ورجله التي يقف عليها عند الخبز، وبصره الذي يبصر به؛ إلى غير ذلك من الأمور، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وقد جاء في وصية الرسول ﷺ لعبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: « احفظ الله يحفظك ». ومعنى ذلك من جهة المفهوم أنك إذا ضيّعت حق الله
-جلّ وعلا-، فكما قال -تعالى- في موضعٍ آخر: "نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ"[2]، وكما قال في موضعٍ آخر: "فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا"[3]، فالإنسان عندما ينسى حق الله -تعالى- ينساه الله؛ بمعنى: إنه لا يوفقه لما فيه الخير؛ بل قد يفتح عليه كثيراً من أبواب الرزق، ويكون في ذلك استدراج كما قال -تعالى-: "وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ"[4]، وكما قال -تعالى-: "سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ"[5]. وبالله التوفيق.