هل يأثم إذا حفظ جزءاً من القرآن ثم نسيه، وهل صحيحٌ أنه يعاقب؟
- حفظ القرآن ومراجعته
- 2022-01-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9161) من المرسلة السابقة، تقول: هل يأثم الإنسان إذا حفظ جزءاً من القرآن الكريم ثم نسيه، وهل صحيحٌ أن عليه عقاباً ووعيداً من الله؟
الجواب:
القرآن أنزله الله هداية للناس، وهذه الهداية هدايةٌ عامة: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[1]، {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)}[2]؛ إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على أن القرآن أنزل لهداية البشر.
وبناءً على ذلك فإن الشخص عندما يتعلم القرآن أو يتعلم شيئاً منه فإنه يحافظ على هذا الشيء الذي تعلمه لأمرين:
أما الأمر الأول فهو: حصول الأجر؛ ذلك أن القرآن يشتمل على ما يزيد عن ثلاثمائة ألف حرف، فكل جزءٍ يساوي -تقريباً- عشرة آلاف حرف، والحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فإذا قرأ الإنسان جزءاً فإنه يكسب مائة ألف حسنة، والجزء يمكن أن يقرأه الشخص في عشر دقائق، أو ربع ساعة، أو ثلث ساعة على حسب اختلاف الناس. والشيطان حريصٌ على تثبيط الإنسان؛ ولكنه يجري مع كلّ إنسان بحسبه، بحسبه من جهة الكم، ومن جهة الكيف، ومن جهة الزمان، ومن جهة المكان، ومن جهة الحال؛ إلى غير ذلك مما يختلف فيه الناس من جهة، ويختلف فيه العمل من جهةٍ أخرى، ولهذا الرسول ﷺ قال: « ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكل به قرينه، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا؛ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ».
ولهذا كلّ نقصٍ في دين الإنسان من ترك واجبٍ، أو فعل محرمٍ، أو ارتكاب مكروه، أو ترك مندوب؛ كلّ هذه من أعمال الشيطان، يثبط الإنسان عن ترك الواجب، يثبطه عن ترك المندوب إلى غير ذلك.
وبناءً على ذلك كله فهذه المرأة تحرص على المداومة على قراءة الجزء الذي حفظته، وإن تيسر لها أنها تكمل القرآن فهذا خيرٌ على خيرٍ. وبالله التوفيق.