نصيحة لطالب العلم الذي فهمه سريع وحفظه بطيء بالنسبة لحفظ القرآن
- فتاوى
- 2022-02-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11198) من المرسل السابق، يقول: ما نصيحتكم لطالب العلم الذي فهمه سريع؛ ولكن حفظه بطيء بالنسبة لحفظ القرآن، فماذا يفعل؟
الجواب:
أنا سبق أن ذكرت طريقة تجمع بين فهم القرآن ثم حفظه. وهذه الطريقة هي أن الشخص يحاول فهم الآيات التي يريد أن يحفظها وتكون هذه الآيات محددة على موضوع واحد، ثم بعد ذلك ينظر في المفردات التي اشتمل عليها هذا الموضوع، ويعرف معناها سواء كانت هذه المفردات لغوية أو شرعية، ثم ينظر إلى هذه الآيات من جهة سبب النزول، ثم ينظر فيها من جهة النسخ.
ثم بعد ذلك يعرف معاني الجمل على حسب علامات الوقف؛ لأن علامات الوقف موضوعة بحسب المعنى، ثم بعد ذلك ينظر في المعنى العام الذي اشتملت عليه هذه الآيات، ثم ينظر في الأحكام التي اشتملت عليها هذه الآيات، ثم ينظر في المناسبة بين هذه الآيات.
ثم بعد ذلك ينظر إلى ما اشتملت عليه هذه الآيات من جهة المتشابه اللفظي. والمقصود بالمتشابه اللفظي أنه يوجد في القرآن آيات تتشابه على القارئ؛ كما في قوله -جل وعلا- في سورة البقرة: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}[1]، وقوله في سورة المائدة والنحل: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}[2]، فكلمة (به) مقدمة في سورة البقرة، ومؤخرة فيما عدا. وكما في قوله: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ}[3]، وقوله: {وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ}[4]. وهذه فيها كتب المتشابه اللفظي.
ثم ينظر في الآيات من جهة المتشابه المعنوي، وهو ما يسمى مشكل القرآن. فمن أمثلة ذلك قول الله جل وعلا -: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ}[5] مع قوله -تعالى-: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}[6]. وقوله: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[7] فتجد الآيات من جهة السؤال قسم يثبت السؤال وقسم ينفيه، ففيه كتب تعتني بمثل هذه الأمور، فلابد أن يتأكد من التشابه المعنوي والتشابه اللفظي.
بعد هذه الخطوات يردد الآيات على حسب قدرته من ناحية الحفظ، فإن من الناس من يكون سريع الحفظ سريع النسيان، فهذا يحتاج أن يكرر الآيات كثيراً: أربعين مرة، خمسين مرة، ستين مرة، ويتعاهدها بعد ذلك، يقرؤها في صلاته؛ مثل صلاة النوافل؛ وكذلك في السرية الظهر، وكذلك العصر، وما إلى ذلك. بهذه الطريقة يسير ويكون قد جمع بين فهم القرآن وبين حفظه. وبالله التوفيق.