حكم من يصلي في البيت والمسجد قريب منه
- الصلاة
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5851) من المرسل السابق، يقول: نحن مجموعة نسكن في بيت واحد، وإذا حضرت الصلاة منا من يذهب إلى المسجد، ومنا من لا يذهب ويصلي في البيت، مع العلم أنهم يصلون جماعة أحياناً، وأحياناً كلّ واحد بمفرده مع أن المسجد قريب من البيت ونسمع النداء والإقامة والصلاة، فهل يجوز هذا العمل أم لا؟ ومتى يجوز للمصلي أن يصلي في بيته؟
الجواب:
ما يصدر من الشخص من أقوالٍ ومن أفعالٍ، وما يصدر منه من كفٍ عن بعض الأمور هذه الأمور التي تصدر عنه ترجع إلى ما يقوم في قلبه من قوة الباعث وضعف الباعث، ومن أجل ذلك تجد أن الشخص إذا اتجه اتجاهاً لأمور الدنيا تضاعف نشاطه، وإذا اتجه إلى الأمور الدينية تضاءل نشاطه وهذا راجعٌ إلى ما يتصف به هذا الشخص من ضعفٍ في الإيمان، وعلى العكس من ذلك بعض الناس تكون عنده قوة حينما يباشر أمراً له صلة بالله -جلّ وعلا-، ويضعف حينما يكون الباعث للأمر الذي يريده باعثاً دنيوياً. وهؤلاء الأشخاص الذين سأل عنهم هذا السائل الذي يصلي في المسجد عنده قوة باعثٍ للخير، والذي لا يبالي أصلى في المسجد أم صلى في البيت، والذي يداوم على الصلاة في البيت هذا دليل على ضعف الإيمان في قلبه، وضعف الرغبة في الخير من جهة أخرى، مع العلم أن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة. والرسول ﷺ قال: « من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر، قالوا: وما العذر يا رسول الله؟ قال: خوف أو مرض »، فإذا كان الإنسان ممنوعاً عن الصلاة جماعة بعذر يعذره الله فيه فحينئذٍ لا إثم عليه في ترك الجماعة وأجره كامل؛ ٌلأن الإنسان إن كان مريضاً أو مسافرا ًوكان يعمل أعمالاً في صحته ويعمل أعمالاً في إقامته ولكن سفره منعه من ذلك، ومرضه منعه؛ فإنه يكتب له ما كان يعمله صحيحاً مقيماً.
وعلى هذا الأساس يجب على المسلم أن يحرص على تبرئة ذمته من حقوق الله -جلّ وعلا-، وتبرئة الإنسان ذمته من حقوق الله -جلّ وعلا- أن يؤديها على الوجه الذي شرعه الله -جلّ وعلا-. وعندما يؤدي الإنسان حقوق الله على الوجه الذي شرعه؛ يترك ما حرم الله ويفعل ما أوجب الله يكون ذلك سبباً يرضي الله -جلّ وعلا-، ويرتب الأجر للشخص في الآخرة ويمنع عنه الإثم، وقد يكون سبباً لتوفيقه في أمور دنياه، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا"[1]. وبالله التوفيق.