Loader
منذ سنتين

والدي متيسر الحال ومتزوج من امرأتين إحداهما والدتي، منذ ثلاث سنوات تركنا ويرفض العيش معنا دون سببٍ


الفتوى رقم (10001) من المرسل ط.ت.ب سوري مقيم في المدينة، يقول: والدي متيسر الحال ومتزوج من امرأتين إحداهما والدتي، منذ ثلاث سنوات ترك إخوتي من الزوجتين، ويرفض العيش معنا جميعاً دون سببٍ واضح، ويرفض الأكل والشرب معنا، ويعيش بمفرده ولا نرى سبباً شرعياً لذلك، حاولنا معه مراراً وتكراراً دون فائدة. نقوم أنا وإخوتي البالغين بالإنفاق على إخوتي وعلى الزوجتين، هل علينا نفقة؟ وكيف نسترضيه، علماً بأننا سلكنا كل الطرق من الحديث مع الأقارب، وبعثنا له من يحبه لإقناعه ولكن دون فائدة، وهو يرى أننا عاقون له لعدم دفعنا مبلغاً كل شهر له، مع العلم أننا مع السفر لا يوجد ما نعطيه؛ لأننا ننفق كل ما لدينا على أولاده وزوجته، هل علينا شيء في ذلك؟ وهل نعتبر عاقين إذا لم نقم بإعطائه المصروف؟

الجواب:

        الرسول ﷺ يقول: « لو أعطي الناس بدعواهم لادعى رجالٌ دماء قومٍ وأموالهم ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ». فهذا الموضوع له طرفان أنتم طرف وهو طرف، وأنتم تتحدثون عما تفعلونه أنتم وعما يفعله بكم؛ لكن لم تتحدثوا عما تفعلون أنتم معه؛ لأنه قد يكون هناك أسباب منكم، وأن هذه الأسباب جعلته يقف هذا الموقف، أو أن الرجل معمولٌ له عمل سحر، أو أن فيه قرينة من الجن، أو أنه مصاب بعين؛ فالأسباب متعددة. وأنتم الآن ركزتم على سببٍ واحد وأنه معرضٌ عنكم وعن زوجاته وعن أولاده قصداً، وأنه لا ينفق عليهم.

        فالحقيقة أنه لابدّ من معرفة السبب هذا في الدرجة الأولى؛ أما بالنظر إلى قيامكم أنتم بالإنفاق على الأولاد فلا شك أنكم تؤجرون على ذلك. والرسول ﷺ قال: « بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ». وهذا وجهٌ من وجوه البر به؛ لأن النفقة واجبة عليه أصلاً إذا كان مستطيعاً، وإذا لم يكن مستطيعاً انتقلت النفقة إليكم أنتم إذا كنتم مستطيعين، فإذا لم يكن مستطيعاً هو فإن هذا من البر به. أما إذا كان مستطيعاً فالله -سبحانه وتعالى- هو الذي سيسأله عن ترك هذا الواجب عليه، وأنتم قمتم بما تستطيعون وأجركم على الله. وبالله التوفيق.