بيان أقل مدة يقرأ فيها القرآن
- ما يتعلق بهجر القرآن
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4357) من المرسل م. ش. ف. س من السودان الولاية الشمالية، قال: روي عن عبدالله بن عمر م قال: قال رسول الله ﷺ « اقرأ القرآن في شهر » قلت: إني أجد قوة حتى قال: « فاقرأه في سبعٍ ولا تزد »، فهل المقصودُ التلاوة أم الحفظ؟
الجواب:
المقصودُ من هذا الحديث هو أن النبي ﷺ نصحَ عبدُ الله ابن عمر -رضي الله عنه- من جهةِ المدة التي يقرأُ فيها القرآن يختم فيها القرآن يختمه في كل شهرٍ، بمعنى أنهُ يقرأ في كل يومٍ جزء، فبين للرسول ﷺ أنه يستطيع أكثر من ذلك، وقال له اقرأه في سبع، يعني في سبع أيام يعني اختمه كل أسبوع، ولهذا الصحابة -رضي الله عنهم- حزَّبوا القرآن ثلاثًا؛ البقرة، وآل عمران، والنساء، وخمسًا؛ المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة هذه خمس، وسبعًا من سورة يونس إلى آخر سورة النحل، و إحدى عشر من سورة الإسراء ثلاثة عشر سورة، وبعد هذا إلى سورة والصافات، ومن سورة والصافات إلى سورة ق، ثم حزب المفصل واحد، فهذه سبعة أقسام للقرآن بالإمكان أن الشخص يقرأ كل يوم حزب، وتكون قراءته مرتبة، وتكون قراءته مرتلة ومجودة، والناس يختلفون في قراءتهم للقرآن من جهة سهولة النطق به وسهولة حفظه وكذلك صعوبة الحفظ وصعوبة القراءة.
فالمقصودُ أن الشخص يقرأ بقدر استطاعته بدون أن يحصلَ خللٌ في القراءة من جهة نطقه بالقرآن، وبهذه الطريقة يكون قد حافظ على تلاوةِ القرآن.
ومع الأسف أن كثيرًا من الناس يهجرُ قراءة القرآن، فتمرُ عليه السنة كاملة وهو لم يقرأ القرآن ولو مرة واحدة، ولقراءة القرآن فضل عظيم، وهو يشتمل على وعد ووعيد وأمر ونهي، يعني يشتمل على فوائد كثيرة، فالشخصُ إذا كان يقرأ القرآن يستفيدُ منهُ من نواحي كثيرة لا من النواحي الأخلاقية ولا من النواحي الدينية والاجتماعية، وبالله التوفيق.
المذيع: هل المقصود التلاوة أم الحفظ؟
الشيخ: هذا يرجع إلى إمكانيات الشخص وإلى رغبته، فمن الناس من تكون عنده قدرة على الحفظ من جهة ورغبه في الحفظ من جهة ثانيه، ومن الناس من تكون عنده رغبة التلاوة فقط،، ولكن لا تكون عنده رغبة الحفظ بالنظر إلى كثرة مشاغله.
أما المقصودُ من الحديث، فالمقصود فيه هو مجرد التلاوة أما حفظ القرآن عن ظهر قلب، فلا يكفيه شهر ولا شهران تكفيه، كل على حسب استطاعته، ولكن من تيسر له حفظ القرآن عن ظهر قلبٍ فـ{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[1]. وبالله التوفيق.