Loader
منذ سنتين

هل صحيح أن النائم يكون عن يمينه ملك وعن يساره شيطان؟


  • فتاوى
  • 2022-03-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12185) من مرسل من القصيم، يقول: بعض الناس يا شيخ إذا نام الشخص يكون عن يمينه ملك وعن يساره شيطان، هل هذا صحيح؟

الجواب:

يقول الرسول : « ما منكم من أحد إلا ومعه شيطان، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير » هذا الدليل. وفيه أدلة كثيرة جاءت في القرآن وجاءت في السنة على أن كل شخص من بنى آدم معه واحد من أولاد إبليس.

أما بالنظر إلى الجانب الثاني من السؤال، فالله -سبحانه وتعالى- قال: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[1]، وجاءت أدلة كثيرة في القرآن والسنة تدل على أن كل واحد من بنى آدم على يمينه ملك وعلى يساره ملك: ملكان من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، وملكان من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، الذي على يمينه يكتب الحسنات، والذي على يساره يكتب السيئات. وهذه الأعمال تعرض على الله يوم الإثنين ويوم الخميس؛ فهذه الأدلة تدل على وجود الملائكة.

وبناء على ذلك كله: فالشخص يحتاج إلى أن يستخدم جميع الوسائل التي يستعين بها على إبعاد الشيطان عنه من ناحية إغوائه؛ لأن عمل الشيطان مع ابن آدم يسلك معه في باب الأوامر، إما أن يمنعه من فعلها هذا من جهة الأصل، أو من ناحية الكيف؛ يعني: لا يأتي بها على الكيفية المشروعة؛ إما أن تشتمل على زيادة، وإما أن تشتمل على نقص من ناحية الكيفية؛ وكذلك من ناحية الكمية يحاول الشيطان أن ابن آدم يقلل الكمية المشروعة، أو جهة زمانها مثل ما يغري بعض الناس أنه يصلي الصلوات بعد خروج وقتها. وقد سأل شخص أنه يجمع الصلوات الخمس في وقت واحد فيصليها جميعاً، أو من ناحية مكانها يغريه من ناحية مكانها؛ بمعنى: إنه يخذّله عن حضور صلاة الجماعة بالمسجد مع أنه قادر على الإتيان إلى المسجد؛ هذا من في باب الأوامر؛ يعني: من جهة الأصل، ومن جهة الكم، ومن جهة الكيف، ومن جهة الزمان، ومن جهة المكان؛ يعني: يغويه في هذه المواضع الخمسة.

وفي باب النواهي يغويه الشيطان من جهة الإقدام عليها، إما الإقدام عليها من جهة الأصل، أو من جهة الكم، أو من جهة الكيف، أو من ناحية استخدام الوسائل التي يتوصل بها إلى هذه الأمور. وقد يعجز عن الشيء لكنه يحاول ولا يتركها إلا عجزاً؛ يعني: لا يتركها ابتغاء وجه الله -جل وعلا-.

فالواجب على الإنسان أن يحذر الشيطان حتى لا يغويه في باب الأمر ولا يغويه في باب النهي. وليحذر -أيضاً- فيما يكتب في صحائف أعماله، ويعرض على الله يوم الإثنين ويوم الخميس، ويحرص على أن يكون المعروض على الله -عزوجل- مما يرضي الله من جهة، ومن جهة أخرى يكون فيه أجر عظيم على من يصدر منه. وبالله التوفيق.



[1] الآية (18) من سورة ق.