Loader
منذ سنتين

ماذا يفعل الشخص أول دخوله للحرم؟


الفتوى رقم (3899) من المرسل السابق، يقول: إذا دخلت بيت الله الحرام، فماذا يجب عليّ أن أفعله؟ هل أفعل -أولاً- تحية المسجد، أم توصوني بشيءٍ آخر؟

الجواب:

        إذا دخلت المسجد الحرام فإن تحيته الطواف، ولا فرق في ذلك بين دخول الشخص في وقت النهي، أو في غير وقت النهي. فلو دخل بعد صلاة الفجر، أو دخل بعد طلوع الشمس وقبل ارتفاعها قيد رمحٍ، أو دخل في وقت وقوف الشمس، أو دخل بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس هذه أوقات نهيٍ، فإذا دخل فإنه يطوف، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت من ليلٍ أو نهارٍ أن يصلي ركعتين » ؛ يعني: بعد الطواف. وقوله ﷺ: « لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليلٍ أو نهارٍ »، كلمة (من ليلٍ ) شاملة لجميع أجزاء الليل، وكلمة (من نهار) شاملة لجميع أجزاء النهار، ويتبع هذا الطواف ركعتان. وبالله التوفيق.

        المذيع: هل يستوي في ذلك المقيم في مكة أو أهل مكة، والخارجون عنها؟

        الشيخ : الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قال: « يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً... ». والرسول ﷺ عربي، ويتكلم بلغة العرب، وكلمة (أحد) نكرةٌ في سياق النفي، فكما أن كلمة (يمنع) فعلٌ مضارعٌ منحلٌ عن مصدرٍ وزمان، والمصدر نكرة في سياق النفي. من جهةٍ ثانية: كلمة أحد هذه نكرة في سياق النهي؛ لأن النكرة إذا كانت في سياق نفيٍ أو نهيٍ، فإنها تكون عامةً، فكلمة (أحد) نكرة في سياق النهي، والرسول ﷺ لم يذكر قيداً لهذا العموم يخصص به غير أهل مكة، أو يخرج به أهل مكة، فلم يقل: لا تمنعوا أحداً من الآفاقيين، ولم يقل: لم تمنعوا أحداً من أهل مكة، وإنما قال: لا تمنعوا أحداً، فدل ذلك على أن أهل مكة وغيرهم إذا دخل فإنه يطوف تحية المسجد، كما أنه إذا دخل المساجد الأخرى، فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين. وبالله التوفيق.