Loader
منذ سنتين

حكم قراءة القرآن وينوي ثوابه للميت


الفتوى رقم (5878) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم أن يقرأ الشخص القرآن بنية أن يكون الأجر للميت؟

الجواب:

        من قواعد الشريعة أن العبادات الأصل فيها التوقيف. والعبادات بدنية كالصلاة والصيام وقراءة القرآن، وعباداتٌ مالية وهي الزكاة، وعبادات بدنية مالية وهي الحج والجهاد، فالعبادات البدنية التي هي مورد هذا السؤال؛ لأن السؤال فرع عن هذا الأصل. العبادات البدنية الّأصل فيها التوقيف فلا ينوب فيها أحدٌ عن أحدٍ إلا بدليل؛ ولهذا قال ﷺ: « من مات وعليه صومٌ صام عنه وليه » فلا يتطهر أحدٌ عن أحد، ولا يصلي أحدٌ عن أحد؛ وهكذا بالنظر لقراءة القرآن لا يقرأ أحد عن أحد؛ لكن لا مانع من أن يدعو له بظهر الغيب، ولا مانع من أن يتصدق عنه.

        أما العبادات المالية كالزكاة فلا مانع من أن ينوب شخصٌ عن شخصٍ في إخراج زكاته؛ لكن بشرط أن يفوض إليه ذلك.

        وأما الحج فقد وردت فيه النيابة؛ لأن الرسول ﷺ سمع شخصاً يقول: لبيك عن شبرمة، قال: « من شبرمة؟ » قال: قريبٌ لي مات ولم يحج، قال: « أحججت عن نفسك؟ » قال: لا، قال: « حُج عن نفسك ثم حج عن شبرمة »، فقوله ﷺ: ثم حج عن شبرمة، هذا دليلٌ على جواز النيابة في هذا النوع من العبادة. وبالله التوفيق.