حكم من يؤدي العبادة ويخطيء فيها ثم يبحث عن فتوى. لماذا لا يكون عندهم علم واطلاع قبل الوقوع في الأخطاء؟
- الأحكام التكليفية (الواجب الموسع)
- 2022-01-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9247) من المرسل ع. س من أوثال، يقول: بعض المسلمين يؤدون العبادات ثم يخطئون في بعضها، ثم يبحثون عن الفتوى عند العلماء؛ مثل: مناسك الحج والعمرة. لماذا لا يكون عندهم علم واطلاع على هذه المناسك قبل الوقوع في الأخطاء؟
الجواب:
الواجب في الشريعة واجب عينٍ، والثاني واجب كفاية، فالشخص الذي كلّفه الله بعملٍ خاصٍ به هذا يكون من فرض العين؛ كالطهارة، والصلاة، والصيام، وإخراج زكاة المال؛ وكذلك الحج، والمعاملات إذا أراد الشخص أن يشتغل في البيع والشراء؛ وهكذا بقية فرض العين.
أما فرض الكفاية فهو أن الشخص يقوم بعملٍ يتعدى إلى غيره من جهة، ومن جهة أخرى يكون هذا الشخص مؤدياً لفرض الكفاية، ويكون مانعاً من وقوع الإثم على من لم يقدم هذا الفرض.
فعلى سبيل المثال صلاة الجنازة من فروض الكفاية: فلو أن جماعة من أهل بلد صلوا على الميت فإنه يتأدّى بهم فرض الكفاية. والأشخاص الذين لم يؤدوا هذه الصلاة لا يحصل عليهم إثم؛ لأن المقصود هنا هو حصول العمل، بصرف النظر عمّن يقوم به ممن وجب عليه في الأصل؛ لأنه كما ذكرت قبل قليل هذا واجب كفاية. وبناءً على ذلك فالشخص الذي يريد أن يقوم بفرض الكفاية يكون على علم من الشيء الذي يقوم به، فالقضاء فرض كفاية، والحسبة فرض كفاية، والدعوة إلى الله فرض كفاية. ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[1].
وعلى هذا الأساس الشخص عندما يريد أن يقوم بفرض العين لا بدّ أن يكون على علمٍ بالشيء الواجب عليه، يريد أن يتطهر لا بدّ أن يتعلم أحكام الطهارة، يريد أن يصلّي لا بدّ أن يكون على علمٍ بكيفية الصلاة، يريد أن يصوم لا بدّ أن يكون على علمٍ بكيفية الصيام من ناحية مدته؛ إلى غير ذلك من الأحكام التي إذا طبقها برئت ذمته، هذا هو الأصل من ناحية الشريعة.
وهذا السؤال الذي سأل عنه السائل، هذا يقع فيه كثير من الناس من جهة أن الشخص يجب عليه فرض العين ولكنه لا يتعلمه. وبناءً على ذلك فإنه يخطئ في تطبيقه.
ومن نظر إلى حال كثيرٍ من الناس في الصلاة يجد أنهم يجهلون كثيراً من أحكامها.
وعلى هذا الأساس لا بد للشخص الذي وجب عليه فرض العين لا بدّ أن يتعلم، يريد أن يعتمر، لا بدّ أن يتعلم أحكام العمرة، يريد أن يحج لا بدّ أن يعرف أحكام الحج حتى يؤديه على الوجه الذي شرعه الله جلّ وعلا، يريد أن يشتغل في البيع والشراء لا بدّ أن يكون على علمٍ بالبيع المشروع وبالبيع الممنوع؛ وهكذا في سائر ما يجب عليه عيناً. أما فرض الكفاية فإذا حصل جماعة يقومون بفرض الكفاية فإنه يسقط الإثم عن الباقين. وبالله التوفيق.