هل على المسلم أن يخرج الزكاة بنفسه، وكذلك الأضحية، أم يوكل بعض الجهات الخيرية عنه؛ لأنهم أعرف بالمحتاجين؟
- الزكاة
- 2022-01-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8132) من مرسل سوداني مقيم بالمملكة، يقول: هل على المسلم أن يخرج الزكاة بنفسه، وكذلك الأضحية، أم يوكل بعض الجهات الخيرية عنه؛ لأنهم أعرف بالمحتاجين؟
الجواب:
إذا كانت الزكاة هي زكاةَ المال فإنها واجبة في البلد الذي فيه المال، فيزكى المال في البلد الذي فيه المال، وتدفع الزكاة للمستحقين في بلد المال، وإذا كان المقصود زكاةَ الفطر فإنها واجبة على الشخص في البلد الذي هو فيه، فإذا كان الشخص موجوداً هنا في المملكة مثلاً وهي ليست بلده، فإنه يخرج زكاته في البلد الذي هو فيه، وكثير من الناس يسألون عن ذلك، وبعضهم يخرجها بلا سؤال في بلده الأصلي، وهذا ليس بصحيح؛ بل عليه أن يخرجها في البلد الذي هو فيه. هذا ما يتعلق بالزكاة إن كانت زكاة الفطر أو كانت زكاة المال.
أما الأضحية فإن الإنسان إذا كان في بلد وأولاده عنده فإنه يضحي في بيته، وإذا كان في بلد وأولاده في بلد فإنه يفوِّض إليهم أن يذبحوا أضحية عنه وعن أهل بيته في بيته الذي في بلده.
أما ما يفعله بعض الناس من إعطاء نقود لأشخاص ليضحّوا عنهم ففيه صعوبة؛ لأنه قد لا يتحقّق الإنسان من كَون هذا الشخص الذي أخذ النقود كوكيل وافياً بالوكالة أم لا، كما أنه قد لا يعرفه.
وقد سألني سائل مرة وقال: إنني أخذت هذه السنة خمسين حجة؛ يعني أخذ من خمسين شخصاً على أن يحج هذا العام عن كل شخصٍ أخذ منه بغرض أن يُحَجّ عنه، فسألني في عرفة قائلاً: أنا أخذت خمسين حجة فماذا أفعل الآن؟! وغرضي من قول هذا هو بيان أن بعض الناس لا يحب أن يكلف نفسه، ويحصل مثل هذا في الهدي، ويحصل في الأضحية، ويحصل أيضاً في زكاة الفطر؛ بأن يدفعوا نقوداً، إلى غير ذلك من الأمور التي يفعلها الإنسان لراحة نفسه، لكن هل برئت ذمته أم لا؟ فكَونُه يباشر الأمر بنفسه، أو يفوض من يثق به ثقةً تامة ليقوم بهذا الأمر المهم ليس فيه شيء، لكنْ أنْ يتساهل ويعطيَها بعض الأشخاص الذين لا يثق بهم أو لا يعرفهم أصلاً لا شك أنه تفريط، وبالله التوفيق.