الفتوى رقم (2757) من المرسل السابق، يقول: كنت جالساً بعد صلاة الفجر في المسجد، فجاءني شخصٌ وسألني فقال: إنه قد نام الليل ولم يصلِّ صلاة الوتر، فهل يصلّيها -الآن- بعد صلاة الفجر من الليلة نفسها؟ فأجبته قائلاً: كم كنت تصلّي الوتر؟ قال: ثلاث ركعات، فأمرته بأن يصلّي أربعاً، فهل إجابتي له صحيحة؟ وإذا لم تكن صحيحة، وجّهوني، جزاكم الله خيراً.

الجواب:

 أولاً: إن الشخص إذا نام عن وتره، فإنه يصليه ضحىً، ويشفع بركعة؛ بمعنى: إنه إذا انتهى من صلاته التي يصلّيها في الليل، فإنه يصلّي ركعةً يختم بها صلاته في الليل، لكن إذا نام وأراد أن يقضي ذلك ضحىً، فبدلاً من الركعة يصلّيها ركعتين.

ثانياً: بالنسبة للشخص عندما يحتاج إلى معرفة حكم شرعي، فإنه يسأل أوثق من يتمكن الاتصال منه من أهل العلم، حتى يكون على بصيرةٍ من الإجابة.

ثالثا ً: إن المسؤول إذا لم يكن أهلاً للإجابة على السؤال فلا يجوز له أن يتجرّأ على الإجابة، وبعد ذلك يقول: أنا أجبت؛ ولكنني لا أدري هل هذه الإجابة صحيحة، أو ليست بصحيحة؛ بل عليه أن يتوقف عن الإجابة، وأن يحيل السائل إلى شخصٍ يكون موثوقاً في علمه وأمانته، والله تعالى يقول: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ"[1] فالقول بغير علمٍ من الجهل المركب؛ لأن الشخص يجيب ولا يدري قد تكون إجابته خطأً، فإذا كانت إجابته خطأ أصبح جاهلاً جهلاً مركباً؛ لأنه لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري.

والأمر في الحقيقة مهمٌ جداً، وكلّ شخصٍ مسؤولٌ عما يقوله ويفعله، وعلى العبد أن يراقب الله سراً وعلانيةً. وبالله التوفيق.