Loader
منذ سنتين

كيف تكون معرفة الله حقاً حتى أكون منه أخوف؟


الفتوى رقم (11578) من المرسلة ن. هـ من الجزائر: سمعت قول من يقول: من كان بالله أعرف كان منه أخوف، كيف تكون معرفة الله حقاً حتى أكون منه أخوف؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- شرع هذه الشريعة، فأنزل القرآن. والنبي ﷺ كان يتكلم بالسنة، وهي وحي من الله من جهة معناها، والسنة مبينة للقرآن أو مؤكدة له، وقد يكون منها ما هو زائد؛ ولكنه داخل في عموم قوله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}[1].

        وبناء على ذلك فإن الشخص يجب عليه أن يتعلم من العلم ما أوجبه الله عليه عيناً؛ كمعرفة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره؛ وكذلك معرفة أركان الإسلام. وإذا كان يشتغل في التجارة يعرف الحلال والحرام وما إلى ذلك.

فالمهم أنه يتعلم ما أوجب الله عليه، ويتعلم -أيضاً- الأمور المحرمة وذلك من أجل أن يجتنبها، يتعلمها ويعمل بها ويعلمها ما أمكنه ذلك.

عندما يكون ممتثلاً للأوامر ومجتنباً للنواهي، وإذا أضاف إلى ذلك التطوع من الأقوال والأفعال، ومن المال، فحينئذ يكون قد أخذ بالأسباب التي تقربه إلى الله -جل وعلا- وهو يعرف ذلك من قوة قلبه، فإذا كان قلبه قوياً بالإيمان بالله -جل وعلا-، فإن هذا أثر من آثار ما عمله من طاعة وما تجنبه من المعاصي. ويستمر على ذلك.

أما إذا كان لا يبالي في ترك واجب، ولا يبالي في فعل محرم، فهو كلما ترك واجباً أو فعل محرماً يبعد عن الله من جهة، ويقرب إلى الشيطان من جهة أخرى. وكلما ضعف جانب الامتثال لأوامر الله ونواهيه قوي جانب الشيطان على هذا الشخص، وكلما كثرت المحافظة من الإنسان على امتثال الأوامر واجتناب النواهي قويت علاقته بالله -جل وعلا-، وضعف سلطان الشيطان عليه. وهو بإمكانه أن يعمل مراقبة لنفسه خلال ثنتي عشرة ساعة أو أربع وعشرين ساعة ينظر ماذا حصل منه من امتثال، وما حصل منه من تقصير. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (59) من سورة النساء.