Loader
منذ سنتين

وقت الإفطار للصائم إذا كان في الطائرة ويرى الشمس


الفتوى رقم (1294) من المرسل السابق، يقول: إذا كان الصائم في الطائرة، واطلع بواسطة ساعةٍ أو غيرها عن إفطار البلد القريب منه، فهل له الإفطار، علماً بأنه يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة أم لا، وكيف الحكم لو أفطر في البلد، ثم أقلعت به الطائرة، فرأى الشمس بعد صعودها؟

الجواب:

إذا أفطر قبل الإقلاع مع الناس، يعني أقبل عليه الليل من جهة المشرق، وأدبر النهار من جهة المغرب، حان وقت الإفطار، فأفطر وركب في الطائرة، وبعد ارتفاع الطائرة، رأى الشمس، فإنه يستمر في فطره؛ لأن حكمه انتهى من صيام هذا اليوم قبل الإقلاع، وأما إذا ارتحل، إذا صعد في الطائرة قبل فطره، وبعد ارتفاعه رأى الشمس، فإنه لا يجوز له أن يفطر حتى تغرب الشمس، لعموم الأدلة الدالة على أن الشخص لا يجوز أن يفطر إلا بطلوع الليل من ناحية المشرق؛ لأن الله قال: "ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"[1]، فهذا واجب أن يتم صيامه إلى الليل، يعني حتى تغرب الشمس. وبالله التوفيق.

المذيع: لو حصل العكس بأن أقلع من بلده مثلاً في الظهر، ووصل إلى البلد الآخر، ووجدهم في المساء، وهو يعلم أن الوقت في بلده لا زال في فترة العصر، فهل يفطر تبعاً للبلد الذي وصل فيه، أم يبقى على وقت بلده؟

 الشيخ: حكمه معلق بالبلد التي وصل إليها، لا بالبلد التي ارتحل منها؛ لأن الجواب الذي سبق تبين أن القول بإفطاره قبل الإقلاع عُلق بالبلد، وأن القول بعدم فطره إذا أقلع قبل أن يفطر، ثم رأى الشمس، أن حكمه معلقٌ في وضعه في الجو، وأنه في هذه الحالة، وهي الحالة الثالثة لما وصل إلى البلد، وجد أن الناس قد أفطروا، لكن البلاد التي ارتحل منها لم يفطر أهلها، فحكمه معلق بالبلد التي قدم إليها، لا بالبلد التي انتقل منها.

وهذه المسألة تنبه على أمر مهمٍ في الشريعة، وهذا الأمر المهم هو يسرها وسهولتها، ومراعاتها لدفع المشقة على الناس، وهذه القاعدة مقررةٌ في الشريعة في مواضع كثيرة من القرآن، ومن السنة، وأبلغ آية ٍ جاءت في هذا الموضوع هو قول الله جل وعلا: "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ"[2]، فمن يسر الله وسهولته: أن أباح لهذا الشخص أن يفطر مع الناس حينما أفطروا، وألا يظل صائماً وهم مفطرون؛ لأن هذا فيه مشقةً عليه. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (187) من سورة البقرة.

[2] من الآية (6) من سورة المائدة.