Loader
منذ 3 سنوات

حكم كثرة الحلف الأم على أبنائها


الفتوى رقم (6573) من المرسلة السابقة تقول: والدتي كثيرة الحلف إذا غضبت تحلف على أي شيء؛ مثل: على الأطفال والأكل؛ ولكن لا تبر بهذا الحلف، تقول لولدها مثلاً: والله لأضربنك، وإذا ذهب عنها الغضب لا تضربه، هل عليها كفارة يمين؟ وذات يوم حلفت ألا تأكل وقلت لها أنا وإخوتي: كُلي وسوف نكفّر عن يمينك، هل يجوز لنا أن نطعم عنها عشرة مساكين، أو أن نصوم عنها ثلاثة أيام كل واحد منا يصوم عنها يوماً؟ وهل فعلنا هذا جائز؟

الجواب:

        يقول الله -جل وعلا-: "وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ"[1] فينبغي على الشخص تجنب الحلف بالله إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كما قال الرسول ﷺ: « إني لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وكفّرت عن يميني »، ويقول الله -جل وعلا-: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ"[2]، فعندما يصدر الحلف من الشخص، ويكون جارياً على لسانه وليس معقوداً من قلبه؛ فإن هذه يمين لغوس ليس فيها كفارة لما ذكرته من الآية:"لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ"[3].

        أما إذا كانت اليمين معقودة في القلب، ثم حلف بناءً على عقد القلب؛ سواءٌ حلف على فعل أمرٍ أو على تركه، ولكنه حنث في يمينه فحينئذٍ تترتب عليه الكفارة، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة؛ فمن لم يجد فإنه يصوم ثلاثة أيام.

        أما ما ذكرته السائلة من أنهم يصومون عن أمها، وأنهم يتناوبون في الصيام فلا يجوز ذلك ؛ لأن الصيام باعتباره كفارة لليمين عند العجز عن الأمور الثلاثة التي سبق بيانها -هو عبادة من العبادات البدنية المحضة فلا تجوز النيابة فيها والحال ما ذكر. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (224) من سورة البقرة.

[2] من الآية (225) من سورة البقرة.

[3] من الآية (225) من سورة البقرة.