Loader
منذ 3 سنوات

الطرقة السليمة للتفقه في الدين


  • فتاوى
  • 2021-07-29
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6732) من المرسلة السابقة، تقول: دلّوني على الطريقة السليمة للتفقه في الدِّين والاستفادة من وقتي في منزلي؟

الجواب:

        لا شكّ أن تعلم العلم من الأمور التي تبني شخصية الشخص، ولا فرق في ذلك بين كونه ذكراً أو أنثى، والشخص في تحصيله للعلم يكون على مراتب.

        ومن الأمثلة التقريبية لذلك ما يوجد عندنا من ترتيب مراحل التعليم، الطالب في الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي أو الدراسات العليا هذه مراتب، وكل شخصٍ في مرتبة من هذه المراتب -سواءٌ أكان ذكراً أو كان أنثى- يحتاج إلى أن يتحسس مواقع أو مواضع النقص فيه من الناحية العلمية فيكمل جوانب النقص، فشخصٌ تخرج أخذ الدكتوراة قد يظن في نفسه إذا أخذها في التفسير، أو في الحديث، أو في العقيدة، أو في الأصول، أو في الفقه، قد يظن في نفسه أنه بلغ درجةً علم فيها جميع الشريعة، والواقع أن جميع الدراسات التي مرت عليه هذه تبصيرٌ له من أجل أن يقرأ في الكتب ويفهم ما كتبه العلماء؛ ولهذا يقول الله -جل وعلا-: "وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ"[1]، ويقول -جل وعلا-: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"[2]، فإذا تولىّ هذا الشخص عملاً سيكون عنده فراغٌ من الوقت. وبناءً على ذلك يتحسّس العلوم التي يجهلها، ويرتّب لنفسه جدولاً بحسب وقته، فلا يقحم نفسه في كثرة الالتزامات مع النّاس التي تضيع عليه الوقت، ولا يقحم نفسه بكثرة إلزامه لنفسه بكثرة القراءة إلى درجة أن يحصل عنده ملل؛ فيجعل لنفسه حقاً، ولأهله حقاً، ولزوجه حقاً. وإذا استمر على ذلك فإنه سيستفيد فيتحسس مواضع النقص عنده. على سبيل التمثيل في القرآن فآيات الأحكام تزيد عن خمسمائة، والقرآن يشتمل على ناسخ ومنسوخ، ويشتمل على أسباب النزول، ويشتمل -أيضاً- على آيات متشابهات وتحتاج إلى ردّها إلى المحكمات، وذلك كله فيه كتب فينظر ماذا حصّل من دراسته الماضية، هل استوفى تفسير آيات الأحكام؟ هل استوفى الناسخ والمنسوخ؟ هل استوفى أسباب النزول وما إلى ذلك؟ كذلك تكون له عناية بعلوم القرآن؛ وهكذا بالنظر للسنة وعلومها، وهكذا بالنظر للفقه وأصوله وقواعده، والفروق بين الفروع وكذلك الضوابط الفقهية. ومن جهة أخرى قد يكون ضعيفاً من ناحية اللغة فيتحسّس مواضع النقص ويكمل هذا النقص الذي حصل عنده، هذا بالنظر لمن أنهى دراساته وبعد ذلك يكون فيه نزول؛ يعني: ترتيب تنازلي، شخصٌ أخذ الماجستير ولم يأخذ الدكتوراة، شخص اقتصر على دراسته الجامعية فقط، شخص اقتصر على دراسة الثانوية، فيحتاج الشخص إلى أن ينظر إلى ما هو في حاجةٍ إليه وليس بموجود عنده ويكمل نقصه.

        أما بالنظر للمرأة في بيتها فالنساء يختلفن فقد تكون متخرجة من الجامعة، قد تكون أخذت الدكتوراة أو الماجستير، أو اقتصرت على الجامعة، أو إنها اقتصرت على الثانوية كما يحصل من كثير من الآباء في منع بناتهم، أو المتوسطة أو الابتدائية. وعلى كلّ حال فكل امرأةٍ على حسب حالها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (76) من سورة يوسف.

[2] من الآية (85) من سورة الإسراء.