Loader
منذ سنتين

صحة حديث: « من قال في القرآن بغير علم أو برأيه فليتبوأ مقعده من النار »، وهل يدخل في الإثم من يحاول شرح آية من فهمه لشخص آخر من ظاهر اللفظ لأنها مفهومة له؟


  • فتاوى
  • 2022-01-01
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8104) من المرسلة السابقة، تقول: هل حديث: « من قال في القرآن بغير علم أو برأيه فليتبوأ مقعده من النار » حديثٌ صحيح؟ وإذا حاول الإنسان شرح آية لشخص آخر من ظاهر اللفظ لأنها مفهومة بالنسبة له من دون أن يُراجع كتب التفسير فهل يدخل في هذا الإثم؟

الجواب:

        القرآن على أربعة أوجه:

        الوجه الأول: ما يعرف من وجه اللغة.

        والوجه الثاني: ما يعرف بسهولة؛ مثل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[1]، {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ}[2]، {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}[3]، فثمة آيات كثيرة واضحة جدّاً.

        والوجه الثالث: لا يعرفه إلا أهل العلم.

        والوجه الرابع: استأثر الله بعلمه.

        فالشخص الذي يريد أن يتكلم في القرآن من جهة اللغة عليه أن يكون عالِماً باللغة، وأما الواضح فلا يحتاج إلى إيضاح، وأما ما استأثر الله بعلمه مما يتعلق بذاته وأسمائه وصفاته وجميع الأمور الغيبية، فلا يجوز للإنسان الدخول فيها، بل يؤمن بها؛ كما قال الإمام الشافعي: آمنت بالله، وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسل الله، وما جاء عن رسل الله على مراد رسل الله.

        وأما إذا كان الموضوع الذي فيه البحث مما يختص به العلماء، فإن الشخص يسأل أهل العلم من العلماء الذين عندهم علم في هذا الموضوع الذي يريد أن يتحقق منه، وليس المقصود أن لكل شخصٍ الحقَّ في التكلم في القرآن؛ بل على الشخص أن يعرف نفسه وهل هو مؤهلٌ للكلام في القرآن من جهة اللغة، والكلامِ في القرآن من ناحية ما هو من اختصاص العلماء أم ليس مؤهلاً، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.

         وأما الحديث الذي ذُكر فإنه صحيح، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (32) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (34) من سورة الإسراء.

[3] من الآية (33) من سورة الإسراء.