حكم الجلوس مع الأصدقاء الذين يتكلمون في الصالح والطالح
- فتاوى
- 2021-12-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4513) من المرسل السابق، يقول: لي أصحابٌ أجلس معهم، ولكن في بعض المرات يدور كلامهم عن الصالح والطالح، ماحكم الجلوس معهم لقصد هدايتهم؟
الجواب:
الشخص إذا جلس في مجلسٍ مع أناس، أصحاب هذا المجلس قد يشتغلون في أمورٍ تقربهم إلى الله،وقد يشتغلون في أمورٍ تبعدهم عن الله جل وعلا، وقد يشتغلون في بعض الأمور التي يحبها وبعض الأمور التي يبغضها الله،بمعنى أنهم لا يتقيدون فيما يحصل بينهم من الأقوال والأفعال.
والشخص إذا حضر مثل هذا المجلس ويستطيع أن ينصحهم يوجههم، يرشدهم، يبّين الخير الذي فعلوه، ويبيّن لهم الشيء الذي فعلوه وهو لا يجوز شرعاً، ويبين لهم الأدلة الدالة على عدم جواز ذلك.
كما إذا كانوا يشتغلون في الغيبة، والنميمة، والبهتان، وما إلى ذلك، فإنه يبين لهم الأدلة الدالة على تحريم ذلك، وهكذا إذا كانوا يتكلمون في أمورٍ تتعلق بالله، تتعلق بالرسول ﷺ، تتعلق بالقرآن، تتعلق بأمرٍ من أمور الشريعة، يبين لهم الوجه الصحيح، وإن قبلوا منه، فهذا عملٌ طيبٌ بالنسبة له، وتوفيقٌ من الله جل وعلا لهم، وإن رفضوا، ولم يقبلوا ما نصحهم به، نصحهم مرتين أو ثلاثاً، فالله جل وعلا يقول: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[1]، فهؤلاء ظلمة متعمدون للظلم لا يقبلون الحق، فلا يجوز للشخص أن يُجالسهم بعدما بين لهم ذلك ثلاث مراتٍ على الأقل. وبالله التوفيق.