Loader
منذ 3 سنوات

النصيحة لمن يتهم الملتزم بالدين بأنهم مجنون ومعقد


  • فتاوى
  • 2021-09-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1651) من المرسلتين السابقتين، تقولان: إذا منّ الله سبحانه وتعالى على الإنسان بالهداية يقولون: إنه مجنون أو معقّد، فالرجاء من فضيلتكم أن تتفضلوا بنصيحة لأمثال هؤلاء جزاكم الله خيراً.

الجواب:

 التربية المنزلية، والتربية المدرسية، والتربية الإعلامية، والتربية الاجتماعية؛ كلّ هذه مراكز تربية لها تأثير على شخصية الشخص، ففي بعض البيوت يحصل إفراط في استعمال الأمور المحرمة؛ مثل: استعمال الملاهي، وترك الصلاة جماعة بالنسبة لمن تجب عليه صلاة الجماعة في المسجد، ويحصل كثيرٌ من المخالفات الأخرى، وإذا وجد في البيت ذكرٌ أو أنثى يتقيّد بالأمور الشرعية على الوجه الأكمل يصفونه بأنه شاذ وأنه معقّد، وأنه شخصٌ لا يتسم بالأخلاق الفاضلة، وهم لو رجعوا إلى أنفسهم وطبّقوا سلوكهم على الشريعة الإسلامية لوجدوا أنهم مخطئون عليه في هذا الحكم، هذا من ناحية التربية المنزلية، فكل بيتٍ تكون تربيته بهذا الشكل لا شك أنها تربيةٌ مخالفةٌ للتربية الإسلامية.

وقد تكون الحالة في نفس المدرسة، وقد يوجد بعض المدرسين يكون سلوكه سلوكاً ليس بطيب، وقد يساعده مجموعة من الطلاب الذين يعيشون في مثل هذا البيت الذي ذكرته؛ ولكن يوجد أشخاص يعيشون في بيوت فاضلة، أو يوجد شخص فاضل في بيت سيء، وحينئذ هؤلاء يقومون بالإنكار على المدرّس في سلوكه، وحينئذٍ يحكم عليهم المدرس بأن هؤلاء فيهم شذوذ، وفيهم تعقيد، وهؤلاء لا يفهمون الحياة؛ فمع الأسف كثير من الناس يعتقدون أن الشخص الذي يفهم الحياة هو الذي يحصل عنده انحلالٌ عقدي، وانحلالٌ سلوكي، وانحلالٌ أخلاقي؛ فالمقصود أن هذه التربية في المدرسة تربية سيئة؛ يعني: تربية المدّرس من هذا النوع.

وقد تكون نفس المشكلة في المجتمع، فالمجتمع مكون من أفراد، وكلّ فرد يتصف بأخلاق، وأخلاقه قد تكون مستمدّة من المدرسة، وقد تكون مستمدّة من البيت، أو منهما جميعاً، وقد يستفيد من المجتمع الذي يعيش فيه أموراً لم يستفدها لا من المدرسة ولا من البيت، قد تكون أخلاقاً فاضلة، وقد تكون أخلاقاً سيئة.

وعلى هذا الأساس فإذا وجد شخص متحفظٌ في المجتمع يطبق التعاليم الإسلامية، ويغلب على هذا المجتمع الفساد؛ فإنهم يصفونه بالشذوذ في السلوك، ويصفونه بأنه معقّد.

        فالمقصود أن وصف الناس للشخص بأنه شاذ ومعقّد هذا يحتاج إلى معرفة حقيقة سلوك هذا الشخص من جهة، وإلى معرفة سلوك الأشخاص الذين يصفونه بهذه الصفة، والحكم في ذلك هو كتاب الله. وبالله التوفيق.