على ماذا يدل حديث: « صلوا كما رأيتموني أصلي »؟
- الأحكام التكليفية (الواجب الموسع)
- 2022-04-29
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11079) من المرسل السابق، يقول: في الحديث: « صلوا كما رأيتموني أصلي » هل هو دال على وجوب المحافظة على صفة الصلاة؟ وهل صفة صلاة النبي ﷺ داخلة في القاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؟
الجواب:
من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- شرع هذه الشريعة، وأرسل محمداً ﷺ. والرسول ﷺ بلّغ هذه الشريعة، منها؛ ما بلغه بالقول، ومنها ما بلغه بالقول والفعل، ومنها ما بلغه بالفعل، ومنها ما بلغه بالكف، ومنها ما بلغه بالإقرار؛ فهذه هي وجوه التبليغ عن الرسول ﷺ.
والمكلف مأمور بأن يتعلم ما أوجب الله عليه؛ لأن الواجب في الشريعة واجب على العين، وواجب على الكفاية؛ فلا بدّ أن ينظر المكلف ما نصيبه من هذه الشريعة؛ يعني: ما هو الشيء الذي شرعه الله في حقه وإذا تركه يكون آثماً، أو إذا فعله يكون آثماً؛ لأن الشريعة فيها أمر، وفيها نهي، وفيها إخبار. فينظر الإنسان إلى نصيبه من هذه الشريعة .
ومما يؤسف له أن الناس لا يهتمون في هذه الناحية؛ يعني : أن الإنسان لا يتعلم في أمور دينه، فتجده حاذقاً في أمور دنياه؛ لكنه ضعيف جداً في أمور دينه.
وبناء على ذلك: عندما يعمل عملاً، فالله -سبحانه وتعالى- طلب منه أن يعمل هذا العمل على وفق ما شرعه، فإذا كان على علم من المشروعية، وأدى العمل على الوجه المشروع يكون فيه تطابق بين أدائه للعمل وبين مشروعية العمل في حقه.
أما إذا كان يعمل الأعمال أعمالاً عشوائية، ليس عنده علم، أو عنده علم لكنه لا يهتم بجانب التطبيق؛ فحينئذ يكون هذا قد فرط في نفسه، والرسول ﷺ حينما قال: « صلوا كما رأيتموني أصلي »، وكما قال: « خذوا عني مناسككم »، وكما قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[1].
ومن المعلوم أن المتابعة شرط لقبول العمل؛ لأن العمل يعتمد على اثنين: الأول الإخلاص، والثاني المتابعة.
فالشخص يتقيد بصفة صلاة الرسول ﷺ، ويتقيد في سائر التكاليف التي تخصه من جهة أنه يأتي بها على الوجه المشروع وإلا فإنها مردودة عليه. وبالله التوفيق.