الفتوى رقم (6203) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم الدعاء بالأدعية الواردة في القرآن في السجود أو قبل السلام؛ كأن أقول:"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"[1]، أو: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[2] وغيرها من الأدعية المأثورة؛ حيث إننا سمعنا بأنه لا يجوز ذلك حيث إنها تعتبر من آيات القرآن ولا يصح قراءة القرآن في السجود، فهل هذا صحيح؟

الجواب:

        فيه فرق بين من يأتي بالأدعية من القرآن على أنه قصد الدعاء وبين من يأتي قاصداً أنه يتلو القرآن، فمن المعلوم أن تلاوة القرآن في الصلاة لها مواضعها فقراءة الفاتحة وقراءة السورة بعدها؛ أما كون الشخص يقرأ القرآن في الركوع أو السجود، أو يقرؤه بين السجدتين فكلّ هذا لم يأتِ به دليل. والأصل في العبادات هو الحظر؛ لكن عندما يسجد الشخص ويأتي بأدعية من القرآن أو يأتي بأدعية من السنة فإنه يأتي بها على أنها أدعية ولا يأتي بها على أنه يريد تلاوة القرآن، وإذا أتى بها على أنها أدعية فإنه يجوز له ذلك. وبالله التوفيق.