Loader
منذ سنتين

أفضل كتب الإعراب في النحو للقرآن الكريم


  • فتاوى
  • 2021-12-18
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4386) من المرسل م من الرياض، يقول: ما أفضل كتب الإعراب في النحو للقرآن الكريم؟

الجواب:

        معرفة إعراب القرآن هو وجه من الوجوه التي يحتاج إلى العلم بمادتها من يريد أن يقرأ تفسير القرآن.

وذلك أن الشخص الذي يريد أن يشتغل بتفسير القرآن هو محتاج إلى معرفة علوم اللغة من جهة المفردات ومن جهة التركيب.

        فمن جهة المفردات علم معاني المفردات باعتبار دلالتها اللغوية بحسب وضعها. ومحتاج إلى معرفة تصريف الكلمة، فهو محتاج إلى علم الصرف. ومحتاج إلى علم الاشتقاق، هذا بالنظر إلى علم مفردات اللغة، يستعين بذلك على معرفة مفردات القرآن باعتبار دلالة الوضع والتصريف والاشتقاق.

        ومن جهة التركيب هو محتاج إلى معرفة علم البلاغة، وعلم النحو. وبمعرفته لعلم النحو يعرف إعراب القرآن، ويستعين بهذه المعرفة على فهم الجمل المركبة في القرآن تركيبًا نحويًا.

        وبمعرفته لعلم البلاغة يستعين به على معرفة معاني الجمل المركبة تركيبًا بلاغيًا، فهذا وجهٌ، وهو وجه من الوجوه التي يستعين بها طالب العلم على معرفة معاني القرآن، وهذا الوجه شامل لعلم النحو، والبلاغة، والتصريف والاشتقاق، وعلم مفردات اللغة من جهة دلالتها الوضعية، وهذا الوجه لا يكفي لمعرفة معاني القرآن، بل هناك أمور يحتاج الشخص إلى أن يكون على علم بها، وذلك يتبين في أن القرآن يفسر بعضه بعضًا، وأن السنة مفسرةٌ للقرآن، وأن الصحابة -رضي الله عنهم- بينوا كثيرًا من معاني القرآن، وكذلك التابعون بينوا كثيرًا من المعاني، وأن كثيرًا من أهل العلم دونوا تفاسير للقرآن، وكل عالم يودع تفسيره ما يغلب عليه من العلم.

        وأنا أذكر بعض الأمثلة من التفاسير فعلى سبيل المثال:

        أحسن كتاب وضع في تفسير القرآن بالقران هو كتاب أضواء البيان، فإن هذا الكتاب أحسن ما كتب في تفسير القرآن بالقرآن.  

        وتفسير القرآن بالسنة من أحسن الكتب التي ألفت في ذلك تفسير ابن كثير، فقد اعتنى كثيرًا في بيان تفسير القرآن بالسنة، ويذكر جملة من آثار الصحابة ومن آثار التابعين. وابن جرير رحمة الله اعتنى أيضًا بتفسير القرآن بالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين وأتباع التابعين يعتني بها ويذكرها بأسانيدها، وفيه كتاب في إعراب القرآن للعكبري، وفيه كتاب آخر موسع أيضًا في إعراب القرآن اسمه الدر المصون، والزمخشري في كتابه تفسيره اعتنى كثيرا في تفسير القرآن من الناحية البلاغية.

        وفيه من أهل العلم من اعتنى بالقرآن من ناحية الأحكام فإذا كان من ناحية الأحكام الفقهية؛ ككتاب أحكام القرآن للقرطبي، وإن كان فيه جملة من التفسير غير الأحكام، لكن اعتنى بالأحكام وكذلك أحكام القرآن لابن العربي إلى غير ذلك من كتب التفسير.

        وغرضي من هذا الجواب هو أن السائل ركز في سؤاله على الناحية الإعرابية يريد أن يعرف كتابًا خاصًا بإعراب القرآن، فأردت أن أبين أن الشخص إذا أراد أن يشتغل في تفسير القرآن، فإنه محتاج إلى علوم كثيرة كما ذكرت في علم اللغة ومن ناحية العلم بالسنة، والعلم بآثار الصحابة، والعلم بآثار التابعين وعندما يجمع هذه الأمور، فإنه يستعين بها على معرفة تفسير القرآن، والبرنامج لا يتسع لاستيفاء جواب كامل عن هذه النقطة؛ لكن الغرض هو التنبيه. وبالله التوفيق.