Loader
منذ 3 سنوات

أيهما يقدم تزويج الأب لابنه إكراهاً أو يحج نفلاً


  • فتاوى
  • 2021-07-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5116) من المرسل السابق، يقول: رجل مسلم حج الحجة الأولى والثانية وعنده ولد في سن الزواج، لكن هذا الولد رافض لفكرة الزواج في الوقت الحاضر، فأي الأعمال أفضل أن يزوج الرجل ابنه إكراهاً أم يحج لبيت الله الحرم؟

الجواب:

        أولاً: فيما يتعلق بالابن من جهة رغبة والده في تزويجه وامتناع الابن عن الزواج، قد يمتنع الولد عن الزواج لموانع طبيعية يعلمها من نفسه ولا يريد أن يتكلم بها عند أحد، فقد لا يكون قادراً على الزواج قدرة طبيعية، وقد يكون المانع عنده مانعاً أدبياً أي من جهة أنه لا يريد أن يُكلف والده بتزويجه بل يريد أن يقوم هو بتكلفة زواج نفسه عندما تتوفر لديه القدرة المالية، وقد يكون المانع عند الولد من الناحية الأسرية بمعنى أن الوضع الأسري في البيت لا يكون صالحاً للمجيء بالزوجة في هذا البيت ولا يريد أن يتزوج زوجة يخرجهاً عن هذا البيت بل ينتظر لعل الله جل وعلا ييسر له ظروفاً تجعله يقدم على الزواج، هذا بالنظر لما يحتمل وجوده عند الولد، وهذه كلها أعذارٌ مقبولةٌ.

        وقد يكون هناك مانع آخر وهو: أن الولد قد يكون في وضعٍ دراسي أيضاً ولا يريد أن يتزوج؛ لأن زواجه يعرقل عليه طريق الدراسة، وقد يكون المانع عند الولد أن والده يفرض عليه الزواج من امرأة معينة وهو لا يريدها.

        المقصود هو أن هذا الولد قد يوجد عنده مانعٌ يمنعه من الزواج، وبناءً على ذلك فإن ما يتعلق بالأب لا يكرهه على هذا الزواج، أما بالنظر لما يتعلق بالأب من ناحية الموازنة بين إكراهه لابنه على الزواج وبين حجه في هذه النفقة، فالابن ليس عنده استعدادٌ للزواج وإذا لم يكن عنده هذا الاستعداد فالإكراه غير واردٍ؛ لأنه ليس بمثمرٍ وبناءً على ذلك تكون هذه الجهة وجودها كعدمها، يعني أن وجود الابن من ناحية السن في حالةٍ صالحة للزواج وجودها كعدمها لاحتمال وجود ٍمانعٍ من الموانع التي سبق ذكرها، وعلى هذا الأساس ما يكون هناك مفاضلة ويبقى طريق الحج على سبيل النفل مفتوحاً وهذا الأب إذا أراد أن يحج فهذا إليه، وإذا أراد أن يترك الحج فهذا إليه؛ لأنه حج نفلٍ، ومن المعلوم أن الحج له فضلٌ عظيمٌ. وبالله التوفيق.