حديث النساء مع بعض مثلاً : أن فلانة قبيحة، والأخرى جميلة، هل يعد من الغيبة؟
- فتاوى
- 2021-12-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3166) من المرسلة السابقة، تقول: أحياناً عندما نجتمع أنا وصديقاتي نتحدث عن النساء الأخريات، فنقول: فلانة شعرها طويل، وفلانة شعرها قصير، وهذه جميلة، وهذه قبيحة، فهل ما نقوم به من الغيبة؟
الجواب:
الاجتماعات التي تحصل بين الرجال أو النساء، أوبين النساء والرجال إذا كان الرجال من محارم النساء، تكثر فيها الأحاديث، وهذه الأحاديث منها ما يكون فيه أجر، ومنها ما يكون فيه وزرٌ، ومنها ما يكون فيه إضاعة وقتٍ، وهذا الحديث قد يكون قاصراً على الموجودين، وقد يكون متعدياً، فقد يكون مجلس ذكر وتعليم علم، ونصائح يبديها بعضهم إلى بعض، وقد يكون اشتغالاً في أعراض الناس، ولاشك أن التكلم في أعراض الناس عند عدم الحاجة إلى ذلك لا يجوز، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"[1].
فإذا كان الكلام الذي يقوله الشخص في غيره كلاماً قبيحاً، ويكون فيه حط من قدره عند الحاضرين، فهذا أمرٌ لايجوز، إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كإنسان يجرح شاهداً عند الحاكم الشرعي، هذا ليس فيه شيء لدعاءالحاجة إلى ذلك.
وعلى الإنسان أن يعوّد لسانه قول الخير، وأن يجنّب لسانه من الاعتياد على الكلام البذيء، فإن الإنسان عندما يعوّد لسانه على عادة حسنة يعتاد ذلك، وعندما يعوّدهُ على عادةٍ سيئةٍ فإنهُ يعتاد ذلك، وكما أن الإنسان مأمورٌ بتربية أولاده، وبتربية زوجته، وبتربيةِ طلابه إذا كان مدرّساً، وبتربية رعيته إذا كان راعياً عليهم، فهو أيضاً مأمور بتربية نفسه؛ كما أنه مأمورٌ بأن تصدر منه هذه الخصال الطيبة تكون متعدية إلى غيره، فأيضاً هو مأمورٌ بأن يربّي نفسه تربية حسنة.
وعلى هذا الأساس فعندما يحصل اجتماع بين هذه المرأة السائلة وبين النساء اللاتي يجلسن معها، ينبغي أن يشتغلوا بما يعود عليهم بالأجر والمثوبة عند الله، ولا يكون كلامهم إما أن يكون فيه إثم وإما أن يكون فيه تضييع وقت. وبالله التوفيق.