الفتوى رقم (9919) من المرسلة السابقة، تقول: كنت أدرس في المرحلة الثانوية وكان لدينا مديرة قاسية لا ترحم،من شدتها تضرب الطالبات. والجميع يشتكي منها ومن لسانها غير المهذب، هل يجوز لهم أن يدعو عليها لأنها ظلمتهم؟

الجواب:

        الشخص عندما يحصل عليه ظلمٌ من شخصٍ، فإن أراد أن يعفو عن هذا الشخص وكان الأمر مما يدخله العفو؛ لأن الشيء الذي يعمل مع الشخص قد يتعلق به حق من حقوق الله -جل وعلا-، وقد يتعلق به حق من حقوقه هو، وقد يتعلق به حقٌ مشترك فيما بينه وبين الله، فما كان من حقٍ لله وما كان مشتركاً بينه وبين الله فهو لا يملك العفو عنه؛ وأما ما كان خاصاً به فإذا عفا فله أجر عظيم، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[1] لكن إذا لم يسلك هذا المسلك وأراد أن يدعو عليه فإنه يدعو عليه بقدر المظلمة؛ بمعنى: يدعو عليه أن الله يأخذ منه هذا الحق الذي يستحقه في مقابل هذه المظلمة؛ ولهذا الله -سبحانه وتعالى- نهى عن الاعتداء. والاعتداء عام؛ سواء كان في النفوس، أو في الأعراض، أو في الأموال، أو في غير ذلك من المواضع التي يمكن أن يرد عليها الاعتداء. وبالله التوفيق.