حكم صلاة الرجل في البيت منفرداً بدون عذر
- الصلاة
- 2021-12-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2611) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما حكم صلاة الفرد في البيت بدون عذر؟
الجواب:
الله -جل وعلا- وسّع الرزق على عباده، وهذه التوسعة تحتاج إلى شكرٍ، ومن وجوه الشكر أن يؤدي الإنسان ما أمر الله به على الوجه الذي أراده، ومن ذلك الصلاة؛ ومع الأسف أن كثيراً من الناس لا يصلّون مطلقاً، ومنهم من يصلّي الصلاة بعد خروج وقتها، ومنهم من يصلّيها في بيته؛ لأن كثرة الأعمال عنده تجعله لا يتمكن من أدائها في المسجد؛ فالمقصود أن صلاة الجماعة واجبة، واجبٌ على الإنسان أن يصلّي الصلاة جماعةً في المسجد، ولا يجوز له أن يتخلف عنها إلا لعذرٍ، وقد اختلف العلماء فيمن صلّى في بيته بدون عذرٍ وهو يتمكن من الصلاة جماعةً، اختلفوا هل صلاته صحيحة أم أنها باطلة؟ وهذا مبنيٌ على أن صلاة الجماعة هل هي واجبةٌ أو أنها شرط صحةٍ؟ فمن قال: إنها واجبة، قال عن صلاته: صحيحةٌ مع الإثم، ومن قال: إنها شرط صحةٍ، قال: إن صلاته لا تصح. ولا شك أن المقام خطير، فعلى كلّ شخصٍ يحصل منه التساهل في الصلاة بأي وجهٍ من وجود التساهل، عليه أن يرجع إلى نفسه، وأن يتذكّر أنه عبدٌ مأمور، وأنه مراقبٌ في الليل والنهار، وأن الملائكة تكتب أعماله من خيرٍ وشر، وأن هذه الأعمال ستنشر له يوم القيامة، وسيقرؤها بنفسه "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ"[1] فالطائر هو العمل، "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)"[2]. والآيات في هذا المجال كثيرةٌ جداً. وكذلك الأحاديث.
فالحاصل أن على العبد أن يتقي الله في نفسه؛ لأن عمله راجع إليه، وأن التقصير الذي يحصل عليه في عمله، سواءٌ كان النقص في باب المأمورات، أو كان النقص في باب المحرمات، هذا النقص وزره عائدٌ عليه. وبالله التوفيق.