Loader
منذ سنتين

حكم قراءة القرآن يومياً


الفتوى رقم (3125) من المرسلة السابقة، تقول: قراءة القرآن يومياً هل هي واجبٌ على المسلم؟ مع أنني أحافظ على قراءة بعض آياته بشكل يومي تقريباً؟

الجواب:

 الله -جلّ وعلا- أنزل القرآن حجة، وهو كتاب الله -جلّ وعلا-، وشريعة عامة للإنس وللجن، يقول -سبحانه وتعالى-: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"[1]، ويقول الله جلّ وعلا: "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ"[2].

ومشروعٌ تعلمه، ومشروعٌ تعليمه، وتلاوته مشروعةٌ، وتدبره مشروعٌ، والعمل به مشروعٌ في كلّ موضعٍ بحسبه؛ ولكن مما يؤسف له أن بعض الناس يهجر القرآن من جهة التعلم؛ بمعنى: إنه لا يتعلمه أصلاً، ولا يعلمه أولاده؛ وإنما يعلمهم أمور الدنيا، ويتعلم هو أمور الدنيا، ويكون متقناً لها؛ ولكنه لا يتعلم القرآن إلى درجة أنه لا يكون عنده شيءٌ يقرؤه في صلاته. ولا شك أن هذا هجرٌ للقرآن من جهة التعلم.

وقد يتعلم الإنسان القرآن؛ ولكنه لا يتدبره، ولا يتلوه فيكون فيه هجر التلاوة، وقد يتلوه ولكنه لا يتدبر، فيكون في هذا هجر التدبر، وقد يتعلمه ويتلوه ويتدبره؛ ولكنه لا يعمل به، فيكون قد اتصف بهجر القرآن من ناحية العمل به.

وعلى كلّ شخصٍ أن يتفقد نفسه، ويعرف ما كلفه الله به مما يتعلق بالقرآن، وأن يؤدي ما كلّف به على الوجه الشرعي. وبالله التوفيق.



[1] الآية (1) من سورة الفرقان.

[2] من الآية (19) من سورة الأنعام.