Loader
منذ سنتين

أخي بار بوالديه ويساعد الفقراء؛ لكنه لا يصلّي أبداً. ويقر بأن الصلاة فرض؟


  • فتاوى
  • 2022-02-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11382) من المرسلة السابقة، تقول: أخي بار بوالديه ويساعد الفقراء؛ لكنه لا يصلّي أبداً. بذلنا معه جهوداً كثيرة لكن دون جدوى. وهو يقول: إنه يقر بالصلاة ويعرف أنها فرض؛ لكن عندما يهديني الله سوف أصلّي؛ لكن أخاف عليه من عقاب الله هل من توجيه؟

 الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- فرض الصلاة على عباده وبيّن حكم المضيعين لها، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)}[1]، وقال: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)}[2]، ويقول الرسول ﷺ: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها قد كفر »، ويقول: « بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة » ويقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- « لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ».

        وبناء على ذلك كله: فإن هذا الأخ يحكم عليه بالكفر؛ لأنه متعمد لتركها مع معرفته لها.

        أما بالنظر إلى الأعمال التي يعملها فمن المعلوم أن الكافر عندما يعمل حسنات، فالله -سبحانه وتعالى- يقول في الحديث القدسي: « يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ».

        فبما أن الله حرم الظلم على نفسه، فإن هذه الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان في كفره إذا علم الله أنه يموت على الإسلام فإنه يحصيها له ويجازيه عليه، وإذا علم الله أنه يموت على الكفر، فإن الله -سبحانه وتعالى- يعطيه مقابل هذه الحسنات التي يفعلها من فضله وإحسانه من النعم، بحيث يلقى الله وليس له حسنة؛ كما يقول الله -سبحانه-: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[3].

        وعليك النصح له وتخويفه من الله، وكونه يسوّف يقول: إذا هداني الله. هو لا يدري متى يأتيه الأجل فقد ينام ولا يقوم إلا مع أهل القبور، وقد يدخل إلى بيته ولا يخرج، وقد يخرج ولا يرجع. فاحرصي عليه من ناحية نصحه لعل الله ينقذه بسببك ولك أجر؛ لقوله ﷺ: « لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم ». وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (59-60) من سورة مريم.

[2] الآيتان (42-43) من سورة المدثر.

[3] الآية (23) من سورة الفرقان.