Loader
منذ سنتين

شخص متقلب في أعماله مع الله، يسأل: ما السبيل إلى تقوية الإيمان؟


  • فتاوى
  • 2021-12-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3357) من المرسل السابق، يقول: أشكو من ضعف الإيمان، فمع أنني أصلّي، وأصوم، وأغض بصري، إلا أنني -أحياناً- أهمل في الصلاة، ولكن لا أتركها، وأتكاسل عن بعض أداء الفروض في الصلاة. ثم أنني لا أغض بصري في الصلاة، وباختصار أنا متقلب، أرجو التوجيه، وما السبل لتقوية إيماني؟

الجواب:

 إن الشخص في هذه الحياة يسير على واحد من طرق، فتارةً يسير على طريق السلامة، وتارةً يسير على طريق الهلاك، وتارة يعمل بعض الأعمال الطيبة، ويرتكب بعض الأعمال القبيحة.

        والأعمال الصالحة هي زادٌ للروح، كما أن الأكل والشرب زاد للبدن، وكما أن الأطعمة الخبيثة تضر الإنسان في بدنه، فكذلك الأعمال القبيحة تضر الإنسان في روحه. فإذن قد يغذي روحه بغذاء طيب، وقد يغذي روجه بغذاءٍ خبيث، فهو عندما يعمل عملاً صالحاً يكون قد غذّى روحه بهذا العمل الصالح، وعندما يعمل عملاً قبيحاً يكون قد غذّى روحه بهذا العمل القبيح، فيتوارد على الروح غذاءان: غذاءٌ طيب، وغذاءٌ خبيث. والشيطان يسلك مع الإنسان بقدر ما يجد من التمكن فيه، فإذا كان الإنسان حريصا على فعل الأوامر واجتناب النواهي، فإن سلطان الشيطان يضعفُ من جانب هذا الشخص، وإذا كان العكس يتركُ الواجبات ويفعل المحرمات، فإنه يقوّي سلطان الشيطان عليه، هذا من جهة.

        ومن جهة أخرى: قد يكون الشخص مقترناً بقرناء سوء، وهؤلاء القرناء هم الذين يثبّطونه عن عمل الخير، ويشجّعونه على الأعمال القبيحة، ولذلك يقول الرسول ﷺ: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »، ويقول: « الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف » وضرب الرسول ﷺ مثلاً للجليس الصالح والجليس السوء، « فوصف الجليس الصالح أنه كبائع المسك، أما أن يحذيك، وإما أن تجد منه أن تشتري منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. وضرب مثلاً لجليس السوء أنه كنافخ الكير إما أن يحرق ثوبك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة »، فهكذا القرين الصالح تجد منه الحث على الأعمال الصالحة، والتحذير عن الأعمال القبيحة، وتجد جليس السوء يحثك على ترك الأوامر، وفعل ما حرّم الله -جلّ وعلا-، هذا سبب ثانٍ.

الجهة الثالثة: إن الشخص قد يعيشُ مع أسرةٍ منغمسة فيما حرّم الله -جلّ وعلا-، فكثير من الأسر في بيوتهم يزاولون ما لا يرضي الله -جلّ وعلا-، فمنهم الذي لا يصلّي، ومنهم الذي لا يصوم، ومنهم الذي يشرب الخمر، ومنهم الذي يستمع الأغاني، إلى غير ذلك من الأمور التي لا ترضي الله -جلّ وعلا-، فإذاً إهمال الإنسان لنفسه، واستيلاء الشيطان عليه، وقرين السوء، والبيت الذي يعيش فيه إذا كان بيتاً سيئاً؛ هذه عوامل أربعة تجعل الشخص في ذبذبةٍ في حياته. والواجب على الشخصِ أن ينظر إلى نفسه، وأن يتفقدها من جهة ما يفعله وما يتركه خلال أربعٍ وعشرين ساعة، فأنت حاسب نفسك ماذا عملت من عملٍ صالح؟ وماذا عملت من عملٍ سيء؟ فما عملته من عمل صالح داوم عليه وأكثر من الأشياء التي يجوز الإكثار منها، وما عملته من عمل قبيح فتب إلى الله -جلّ وعلا- من هذا العمل، واحرص على ألا تعود إليه، واسأل ربك التوبة والثبات على الخير، وأكثر من الاستغفار. وبالله التوفيق.