Loader
منذ 3 سنوات

حكم الزواج من فتاة مسيحية بدون إذن أهلها. وحكم مجالسة أهل الكتاب والتبسط معهم


الفتوى رقم (2) من المرسل ع.ف. من العراق محافظة نينوى، يقول: عمري 26 عاما، غير متزوج، وأنا مسلم قائم أصلي وأصوم وأزكي ومتمسك بديني، لكني تعرَّفت إلى عائلة مسيحية منذ سنوات، وغالب سكان منطقتي التي أسكن فيها من المسيحيين، وأحب فتاة من هذه العائلة تبلغ من العمر 17 عاماً بعدما صرت صديقاً لهم أكل وأشرب معهم، وأجلس معهم، لا فرق بيني وبينهم، والآن أرغب في الزواج من هذه البنت، هل يجوز لي خطفها وبعد ذلك تعلن إسلامها وأذهب معها للقاضي ويعقد عليهما؛ لأن أهل هذه الفتاة لن يوافقوا على زواجي منها وهم غير مسلمين وأنا مسلم.

الجواب:

         أولاً: إن السائل ذكر أن اسمه عبد الكاظم، والعبودية لا يصح أن تضاف إلا لله -جل وعلا-، فيقال مثلاً: عبدالله وعبدالرحمن وما إلى ذلك، وأما إضافتها إلى مخلوق مثل عبد الكعبة أو عبد الحسين أو عبد الكاظم كما يقول، فهذه التسمية لا تجوز.

        ثانياً: ما ذكره السائل من أنه يرغب في نكاح هذه البنت، وأن أهلها لن يوافقوا على زواجه بها، فهذا أمر لا ينبغي له أن يدخل فيه نظراً إلى أن هذا الزواج قد لا يكون ناجحاً، فقد يتسبب في أن البنت يقتلها أهلها، وقد يتسبب أيضاً هو على نفسه وعلى البنت من ناحية السلطة من ناحية أنها توقع عليهما جزاء لا يستطيع أن يتخلص منه ولا يستطيع أن يُخِّلص الفتاة منه.

        ثالثاً: ما ذكره من ناحية الخطف، فلا يجوز له أن يقدم عليه، ولا يبرر كونها مسيحية، بل عليه أن يعيد النظر في نفسه، وأن يبذل الأسباب الممكنة المعقولة المشروعة في حصول هذه البنت، وإذا تعذر عليه ذلك فليتركها، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فلا ينبغي له أن يتعلق بها إذا بذل الأسباب وتعذر الحصول عليها؛ لأنه لا يدري هل المصلحة في الزواج بها أو المصلحة في تركها، وإذا تعذر الحصول عليها، فلا شك المصلحة في تركها، وبالله التوفيق.

        المذيع: الحقيقة في رسالة عبد الكاظم هذه فهمنا منها أنه اختلط وجالس ودخل مع هذه العائلة غير المسلمة، وهذا باب يتساهل فيه كثير من المسلمين في اتخاذ صداقات من غير المسلمين، لا أدري ما تعليق فضيلتكم على ذلك؟

        الشيخ: هذا الجانب من السؤال أنا لم أتعرض له؛ لأن السائل لم يذكر الظروف والملابسات والمكان الذي يكون فيه الاجتماع، فقد يكون من جملة الطلبة الذين يسافرون ويدرسون في الخارج، وقد تكون الدراسة مشروعة وقد لا تكون مشروعة، أو أن البنت تكون مع عائلتها في بلد الشخص يكونون من الأشخاص الذين جاءوا من أجل أن يشتغلوا، ويكون بينهم جوار، وتجري العادة في أنهم يتزاورون فيما بينهم.

          والتزاور فيما بين مسلم ومسيحي هذا الحكم فيه في الحقيقة يختلف باختلاف المقاصد، فإذا كان المقصود حسناً ككونه يدعوه إلى الله، فلا شيء فيه، وإذا كان المقصود سيئاً ككونه يريد أمراً سيئاً بأي وجه من الوجوه، فالزيارة لا تكون مشروعة، فأنا لم أتعرض للجانب من هذا السؤال، لكن عندما أثرت أنت هذه النقطة ذكرت جملة من الاحتمالات التي يمكن أن ترد على هذا الجانب.