Loader
منذ سنتين

حكم شد الرحال لزيارة ما يسمى ب (الولي)؛ لطلب الدعاء


الفتوى رقم (4158) من المرسل ح.ع من السودان، يقول: ما حكم من يشد الرحال إلى مدينة بعيدة عن مدينة، وذلك من أجل ما يسمونه الولي، ويطلب منه الدعاء إذا نزلت بهم مصيبة أو أي أمر من الأمور، هل يجوز ذلك الأمر، وبم توجهون الناس؟

الجواب:

        من القواعد المقررة في الشريعة أن باب العبادات مبني على التوقيف، ومعنى ذلك أن الشخص يفعل العبادة على حسب ما يقتضيه الوجه الشرعي.

        وفي هذه المسألة يقول الرسول ﷺ: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، فذكر المسجد الحرام، ومسجده ﷺ، والمسجد الأقصى ».

        أما شد الرحال إلى قبور الأولياء، فهذا لا يجوز، وإذا كان الشخص يأتي إلى الولي ويسأله من أجل أن يقضي حاجته، فهذا شرك أكبر؛ لأن هذا من اختصاص الله -جل وعلا-.

        فالواجب على العبد أن يقوي علاقته بالله -جل وعلا-، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، واجتناب مواضع سخطه، والتماس مواضع رضاه، ولما سأل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقيل له: كم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة. فالله -جل وعلا- لم يجعل بينه وبين خلقه وسيطاً يتحكم هذا الوسيط في الخلق، بل على العبد أن يصدق مع الله ظاهراً وباطناً، قولاً، وعملاً، واعتقاداً، والله -سبحانه وتعالى- يجيب الدعاء الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[1]. أما صرف حق الله -جل وعلا- إلى أحد من المخلوقين، فهذا من الشرك الأكبر، وعلى الإنسان أن يتجنب ذلك، وأن ينتبه إلى نفسه فيما مضى يتوب إلى الله توبة نصوحاً. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (186) من سورة البقرة.