السبيل إلى النجاة من عذاب القبر
- فتاوى
- 2021-12-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2231) من المرسل السابق، يقول: إن التفكير في عذاب القبر يقض مضجعي، ويأخذ الحيز الأكبر من تفكيري، أرشدوني إلى السبيل إلى النجاة من عذاب القبر جزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الشخص في هذه الحياة له مدةٌ محددة، وعنده شريعةٌ متقررة، وأنعم الله عليه بما يريحه، وجعل له عقلاً يفهم به، ولساناً ينطق به، إلى غير ذلك من النعم التي يستعين بها على معرفة شرع الله من جهة، وتطبيقه من جهةٍ أخرى.
فالقاعدة في ذلك أن الشخص يدقق فيما يصدر منه من أعمال امتثالاً لأمر الله، وما يتركه من النواهي، فيحرص على امتثال الأوامر، وعلى اجتناب ما حرم الله جل وعلا،وإذا وقع في أمر من الأمور كما إذا قصر في واجبٍ من الواجبات، أو فعل شيئاً من المحرمات فعليه أن يستغفر الله، وأن يتوب إليه، يندم على فعله ويقلع من ذنبه، ويعزم على ألا يعود إليه، وبهذه الطريقة يكون قد تسبب لنفسه بالنجاة والسلامة في الدنيا وكذلك من عذاب القبر؛لأن الله جل وعلا يعامل بفضله، ويعامل بعدله، فيعامل من شاء بفضله، ويعامل من شاء بعدله، ولكن إذا أحسن الإنسان فإن الله جل وعلا كريم، ولهذا يقول تعالى: "بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"[1]، ويقول تعالى: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)"[2] إلى آخر الآيات.
ويقول: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ"[3]، فالعبد إذا استقام على دين الله في فترة حياته، استقام على أمر الله يفعله ويترك ما حرمه الله عليه، فإن الله كريمٌ يكرمه في هذه الحياة الدنيا، ويكرمه أيضاً في قبره من ناحية أنه ينعمه في قبره، وكذلك إذا لقي ربه، وبالله التوفيق.