معنى الرجبية، و حكمها
- توحيد الألوهية
- 2021-09-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1690) من المرسل ع. ح. خ من الرياض، يقول: هناك أناس من داخل المملكة وخارجها خلال شهر رجب يتدفقون بكثرة نحو المسجد الحرام في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعندما سألت شخصاً عن سرّ امتلاء الحرمين بالناس بالرغم من أن المدارس والأعمال الحكومية ما زالت قائمة ومفتوحة، أفادني بأن هؤلاء يتباركون بشهر رجب ويدعون ذلك بالرجبية، فما ما معنى ذلك؟ وهل هذا جائز أم هو بدعة؟ وكيف تنصحون الناس؟
الجواب:
البدعة الرجبية فردٌ من أفراد البدع المبتدعة بالنسبة للرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، فهناك بدعة المولد، وهناك بدعة الهجرة إلى غير ذلك من البدع، وباب البدع التي تكون من هذا النوع بابٌ سدَّه الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بقوله ﷺ: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ». وفي روايةٍ:« من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».
والشخص عندما يريد أن يتقرب إلى الله، وعندما يريد أن يعمل بسنة رسول الله ﷺ يتقرب إلى الله بما يحبه، ويعمل بسنة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- حسبما تقتضيه من أمر يفعله، أو من أمر يتركه،وكون الإنسان يتقرب إلى الله بما يخالف أمره، ويدّعي حب الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-؛ ولكنه يخالفه في هديهِ فهذا ليس متّبعاً. يقول الله -جل وعلا-:"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"[1]، فمن كان صادقاً من قلبه للبحث عن متابعة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-؛ فعليه أن يتقيد بسُنّته، ولا يجوز له أن يخرج عنها، فقد قال الله -جل وعلا-:"وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ"[2] وقوله تعالى:"بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ"[3]، وقال -جلّ وعلا-:"فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"[4].
فالشخص قد يعمل العمل؛ ولكن لا يكون خالصاً لوجه الله، وقد يعمل العمل، ولا يكون موافقاً لهدي الرسول، قد يكون خالصاً ولكنه لا يكون موافقاً لهدي الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-.
فبدعة المولد وبدعة رجب، وسائر البدع التي يفعلها المبتدعون هذه ليست على هدي الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، فهو ﷺ لم يفعلها لنفسه؛ وخلفاؤه أحبّ الناس إليه ومع ذلك لم يفعلوها له، فلم يفعلها أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي؛ وهكذا بالنسبة للصحابة، وهكذا التابعون؛ يعني: القرون المفضلة لم يفعلوها، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
والحاصل من هذا الكلام كله:
أن ما يفعله الناس في رجب؛ يعني: من تخصيص الذهاب إلى مكة أو إلى المدينة؛ من أجل أن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- على حسب ما يقال: إنه أُسري به في ليلةِ سبعٍ وعشرين من رجب، وأنهم يعتقدون أن هذا قربةٌ إلى الله -جلّ وعلا-، فليس ذلك بقربة. وبالله التوفيق.