Loader
منذ سنتين

الجماعات الموجودة لديهم بعض الأفكار والكتب والمناهج الضالة، يستخدمونها في الدعوة، وبينهم خلافات بينهم في المنهج؟


  • فتاوى
  • 2022-02-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10691) من المرسل أ. أ، يقول: بالنسبة للجماعات والأحزاب الموجودة في الساحة لديهم بعض الأفكار والكتب والمناهج الضالة، وهم يستخدمونها في الدعوة، ويذبون عن الرسول ﷺ إلا أن هناك خلافات شديدة فيما بينهم في المنهج، فماذا نفعل؟

الجواب:

        من الأمور المشكلة في كثيرٍ من المجتمعات العلمية هو عدم كفاءة البنية التحتية العلمية التي تجعل الشخص مؤهلاً يتكلم في شرع الله -جل وعلا-؛ بمعنى: إن الوسائل التي تستخدم في فهم الشريعة متوفرةٌ لديه. والواقع أن كثيراً من المنتسبين إلى العلم عندما يتكلم ليست عنده بنية تحتية كافية فيتكلم كلاماً فكرياً ويظن أن هذا الكلام الفكري الذي قاله هو الكلام الشرعي؛ هذا من جهة.

        ومن جهةٍ أخرى أن بعض الناس قد يكون منتسباً إلى معتقدٍ باطلٍ كمعتقدات الفرق الضّالة؛ مثل: اعتقاد المعتزلة، واعتقاد الجهمية، واعتقاد المرجئة، واعتقاد الخوارج وما إلى ذلك؛ فيكون عنده اعتقاد لهذه الفئة يكون وارثاً لها، ويعتقد أن هذا الأمر الذي هو عليه هو الحقّ؛ فيكون فيه قصور من هذه النّاحية؛ يعني: لم يتعلم العلم الذي عليه، ويكون على طريقٍ باطل ولم يشعر ببطلان هذا الطريق الذي عليه.

        ومن جهةٍ ثالثة أن بعض النًاس يكون له هوى في أمر من الأمور؛ فينشئ جمعيةً تخدم تحقيق هذا الهوى الذي يريده. والهوى هذا تختلف مقاصد النّاس فيه. وبناء على ذلك فإنّ الشخص قد يكون عنده جهل، وقد يكون عنده هوى؛ وكذلك قد يكون عنده تقليد فيقلد لكن على غير بصيرة. والجاهل هو أعم من هذا المقلد فبينهما عمومٌ وخصوصٌ مطلق، فالجاهل أعم مطلقاً.

        وعلى هذا الأساس فهذه الجماعات التي يكون بينها انقسامٌ من ناحية الأسماء، ومن ناحية المنهج، ومن ناحية الأهداف. إذا نظرنا إلى حديث الفرق التي ذكرها الرسول ﷺ وذكر أن هذه الأمة ستفترق على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا: « من هي يا رسول الله؟ قال: « من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ». والله واحدٌ، والرسول واحدٌ، والكتاب واحدٌ، والحق واحدٌ، فما الداعي إلى هذه الانقسامات؟ وأنا أنصح جميع الأشخاص الذين ينتسبون إلى هذه الجماعات أن يتقوا الله، وليعلم كل واحدٍ منهم أنه سيقف بين يدي الله وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فعليه أن يُعد الجواب للسائل. والسائل -سبحانه وتعالى- هو عالم غيب السماوات والأرض؛ هذا من جهة.

        ومن جهةٍ أخرى يقول الله -جل وعلا-: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}[1] والله -سبحانه وتعالى- عندما يصدر الحكم ليس هناك أحدٌ سيعيد النظر في حكمه كما هو موجودٌ الآن في الأحكام التي تصدر من بعض الجهات فيصدر الشخص حكماً، وهناك جهاتٌ أخرى تنظر في هذا الحكم من جهة إمضائه أو إلغائه. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (41) من سورة الرعد.